responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 125
للنصارى فيما يرمونه؛ لأن بفتح السماء وسماع النداء ونزول الروح الذي هو الملك كل ذلك من المعجزات الدالة على صحة النبوات، ولا غرو أن يأتي المسيح بخارق قاطع لشغب اليهود نازل منْزلة قول الله: صدق عبدي، فأما الروح [1] فتارة يكون جبريل، [2] وتارة يكون مَلَكاً غيره يقوم يوم القيامة صفاً وحده وسائر الملائكة صفاً آخر [3] وتارة يكون بمعنى الشيطان [4] وتارة يكون عبارة عن العلم والحكمة. [5] وتارة يكون عبارة عن روح الآدمي. [6] وتارة يكون كناية عن سرّ الشيء ولبه. [7] وتارة يكون بمعنى الوحي فهذه عدة محامل.
والدليل على الأوّل: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِيْنُ عَلَى قَلْبِكَ ... } . [سورة الشعراء، الآية: 193] . وفي الإنجيل: (روح القدس تحل عليك) [1]. يقول لمريم.
والدليل على الثاني: {يَومَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلاَئِكَةُ صَفّاً} . [سورة النبأ، الآية: 38] [2].
والدليل على الثالث: قول الإنجيل: "إن المسيح أبرأ الناس من الأرواح

[1] لوقا 1/35.
[2] قد اختلف المفسِّرون في المراد بالروح في الآية ما هو؟ على أقوال:
أحدهما: رواه العوفي عن ابن عباس أنهم أراح بني آدم.
الثاني: هم بنو آدم. قاله الحسن وقتادة عن ابن عباس.
الثالث: أنهم خلق من خلق الله على صور بني آدم وليسوا ملائكة ولا بشر وهم يأكلون ويشربون. قاله ابن عباس ومجاهد وأبو صالح والأعمشي.
الرابع: هو جبريل. قاله الشعبي والضحاك ومقاتل.
الخامس: أنه القرآن. قاله ابن زيد.
السادس: هو ملك عظيم من أعظم الملائكة خلقاً. قاله ابن عباس، وابن مسعود في تفسيره للروح، ونقل ابن جرير لهما حديثين في ذلك، وعلق عليهما ابن كثير بقوله: "هذان حديثان غريبان جداً".
وقال ابن جرير بعد سرده الأقوال: "والصواب من القول أن يقال: إن الله تعالى ذكره أخبر أن خلقه لا يملكون منه خطاباً يوم يقوم الروح، والروح خلق من خلقه، وجائز أن يكون بعض هذه الأشياء التي ذكرت، والله أعلم أي ذلك هو، ولا خبر بشيء من ذلك أنه المعني به دون غيره يجب التسليم له، ولا حجة تدل عليه، وغير ضائر الجهل به". اهـ. انظر: تفسير الطبري 30/22، 23، تفسير ابن كثير 4/496، 497.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح    الجزء : 1  صفحة : 125
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست