اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 124
ماهر: اعلم أن خمسة وخمسة عشرة سواء. ثم هذا السؤال ينْزل منْزلة من يدعي أنه إنما جاء ليعلم الناس الأمور الناسوتية من الأكل والشرب والنوم وأمثاله وذلك لا يقوله لبيب، فتعمده وتعبده عليه السلام دليل ظاهر على عبوديته، فمن عذيري من قوم دُفعنا معهم إلى أن يستدل على أن الله القديم الأزلي ليس بآدمي يأكل ويشرب ويجيء ويذهب ويسترح ويتعب.
فإن قيل: فقد قال متي في تمام هذا الكلام: "إن يسوع لما تعمد وخرج من الماء انفتحت له أبواب السماء ونظر روح الله جاءت إليه في شبه حمامة وإذا صوت من السماء قائلاً: هذا ابني الحبيب الذي سُرَّت نفسي"[1]. وذلك دليل على ما ينتحله النصارى من بنوته وألوهيته.
قلنا: أوّلاً:
لا نسلم صحة هذا النقل لضعفه والدليل على ضعفه ووهاه أن صدور مثل هذه الآية العظيمة الآتية عند التعميد واجتماع الغَويّ والرشيد سبيلها أن تشتهر وتنتشر / ([1]/13/ب) بحيث ينقلها الجم الغفير والخلق الكثير، فلما لم ينقلها غير واحد[2] تبيّنّا بطلان ذلك وكذب ناقله، على أنّا لو سلما ذلك فليس فيه مستروح [1] متى 3/3/16، 17. [2] قول المؤلِّف - رحمه الله - "فلما لم ينقلها غير واحد ... " فيه نظر، فإن حادثة تعميد يوحنا المعمداني للمسيح عليه السلام وفتح السماء ونزول الورح في شكل حمامة وسماع النداء من السماء لم ينفرد متى بنقله فقط، بل نله أيضاً مرقس في إنجيله 1/10، ولوقا في إنجيله 3/21، ويوحنا في إنجيله 1/22، مع وجود التناقض والاختلاف في روايات الأناجيل كالآتي:
ورد في إنجيل متى إصحاح 3، وإنجيل لوقا إصحاح 3، بأن يوحنا كان يعرف المسيح قبل نزول الروح على المسيح.
وخالفهما يوحنا الحواري في إنجيله إصحاح 1 فذكر: بأن يوحنا ما عرف المسيح إلاّ بعد نزول الروح على المسيح.
ثم تناقض متى ولوقا مع ما ذكراه سابقاً فذكر متى إصحاح 11، ولوقا إصحاح 7، بأن يوحنا ما عرف المسيح بعد نزول الروح أيضاً، وإنما أرسل يوحنا إلى المسيح تلميذين من تلاميذه يسألانه عن حاله، هذا ظاهر التناقض والفساد.
اسم الکتاب : تخجيل من حرف التوراة والإنجيل المؤلف : الجعفري، صالح الجزء : 1 صفحة : 124