اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 96
ثم زاد بعد ذلك تعقيبا أن العين حق ولها تأثير في المعيون، وأنه لا ينكر ضررها إلا معاند، وأورد الأدلة على ذلك مما ذكره ابن القيم في "زاد المعاد" ولم يورده الشرحان في هذا الموضع.
وفي (ص 72) من حديث ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهط والنبي ومعه.. . "[1] الحديث، إلى قوله: " فقيل لي: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفا يدخلون الجنة بغير حساب "[2] جمع بينه وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه ... "[3] الحديث.
بأن هذا الحديث وما أشبهه كقوله صلى الله عليه وسلم " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان "[4] عام لأنه نكرة في سياق النفي، لكنه مخصوص بقوله صلى الله عليه وسلم " يدخل الجنة سبعون ألفا من أمتي بغير حساب "[5] وبقوله تعالى في الحديث القدسي:" أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن "[6]. وهذا الجمع لم يورده الشرحان.
ثم بين (ص 80) أنه ليس كل من استرقى أو اكتوى غير داخل في السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وذلك بعرض الأدلة على ذلك. وهذا لم يفصل فيه الشرحان.
وفي باب الخوف من الشرك:
ومن (ص 86 - 89) شرح المؤلف الآية التي صدر بها شرحه، وهي قوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [7]. [1] البخاري: الطب (5752) , ومسلم: الإيمان (220) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) , وأحمد ([1]/271) . [2] البخاري: الطب (5752) , ومسلم: الإيمان (220) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2446) , وأحمد ([1]/271) . [3] الدارمي: المقدمة (539) . [4] البخاري: الرقاق (6539) والتوحيد (7443) , ومسلم: الزكاة (1016) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2415) , وابن ماجه: المقدمة (185) والزكاة (1843) , وأحمد ([4]/256 ,[4]/377) . [5] مسلم: الإيمان (216) , وأحمد ([2]/302) , والدارمي: الرقاق (2807) . [6] البخاري: تفسير القرآن (4712) , ومسلم: الإيمان (194) , والترمذي: صفة القيامة والرقائق والورع (2434) . [7] سورة النساء، الآية: 48.
{وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [1].
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب....
وصدق بما جئت به يدعوا إلى الله، وحق على من اتبعه وآمن به أن يدعو إلى ما دعا إليه[2].
وقوله: {وسبحان الله} أي: وقل سبحان الله[3] تنزيهًا لله عما لا يليق بجلاله من جميع العيوب والنقائص والشركاء والأضداد والأنداد {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [4] يعني: وقل يا محمد وما أنا من الذين أشركوا بالله غيره.
{عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذا إلى اليمن قال له: إنك تأتي قوما من أهل الكتاب} "[5] ناس من اليهود[6]. [1] سورة يوسف، الآية: 108. [2] انظر: ((تفسير ابن كثير)) : (2/ 513- 514) ، و ((تفسير الشوكاني)) : (3/ 59) . [3] قوله: (أي: وقل سبحان الله) سقط من ((ر)) . [4] سورة يوسف، الآية: 108. [5] البخاري: الزكاة (1395) , ومسلم: الإيمان (19) , والترمذي: الزكاة (625) , والنسائي: الزكاة (2435) , وأبو داود: الزكاة (1584) , وابن ماجه: الزكاة (1783) , وأحمد (1/233) , والدارمي: الزكاة (1614) . [6] فسر أهل الكتاب باليهود؛ لأن غالب الموجودين في اليمن آنذاك هم اليهود، وإن كان إطلاق أهل الكتب يشمل اليهود والنصارى. وقد كان ابتداء دخول اليهود إلى اليمن في زمن تبع الأصغر، ولما ظهر الإسلام كان بعض أهل اليمن على اليهودية. وأما النصرانية فقد بدأت في اليمن لما غلبت الحبشة على اليمن في زمن أبرهة الذي غزا مكة وأراد هدم الكعبة، وكان جلاؤهم من اليمن على يد سيف بن ذي يزن فلم يبق باليمن أحد من النصارى. انظر: ((السيرة النبوية)) لابن هشام: (1/ 19- 41) ، وانظر: ((فتح الباري)) : (13/ 348- 349) .
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 96