اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 21
كتاب التوحيد
وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [1].
{كتاب التوحيد} هو مصدر وحد، ومعنى وحدته: اعتقدته منفردًا بذاته وصفاته لا نظير له ولا شبيه[2] وقول الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالأِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [3] قيل: معناه إلا ليوحدون[4] فالمؤمن يوحده اختيارًا في الشدة والرخاء، والكافر يوحده في الشدة والبلاء دون النعمة والرخاء[5] وقال علي- كرم الله وجهه-[في الجنة] 67 إلا ليعبدون، [1] سورة الذاريات، الآية: 56. [2] هذا معنى توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات, ولا يكفي لمعنى التوحيد فينبغي أن يزاد: (وواحد في إلهيته وعبادته لا ند له) ليدخل توحيد الألوهية. [3] سورة الذاريات، الآية: 56. [4] انظر: ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (13/ 347 , ح 7372) , كتاب التوحيد, باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته إلى توحيد الله. [5] ويدل على هذين المعنيين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن المؤمن: ((عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير, إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له, وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له, وليس ذلك إلا للمؤمن , وقال الله تعالى عن الكافر: {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ} .
(6) قوله: (في الجنة) زيدت في ((ر)) .
(7) تخصيص علي -رضي الله عنه- بهذا الدعاء دون غيره من الصحابة غير لائق, وما علله بعضهم من أن سبب ذلك أنه لم يسجد لصنم قط لا يصح فإن أمثاله كثير: كأبي بكر -رضي الله عنه- وصغار الصحابة الذين أسلموا تبعًا لآبائهم فلم يعبدوا غير الله, ولم يسجدوا لصنم, ولعل مبدأ ذلك الاستعمال كان من الشيعة. وما وجد من ذلك في كتب بعض الأعلام من أهل السنة فإما في كتب ألفوها في أول حياتهم, أو من تصرف النساخ في كتبهم, ومثله التعبير بالقول: (عليه السلام) لأهل البيت. والواجب علينا نحو الصحابة كلهم الترضي عنهم والدعاء لهم. الباب الأول: التعريف بالمؤلف وعصره
الفصل الأول: عصر المؤلف
...
الفصل الأول: عصر المؤلف
الحالة السياسية في عصره:
إذا اعتبرنا أن حياة المؤلف قد كانت بين سنتي بضع وسبعين ومائة وألف (1172 هـ) وبضع وستين ومائتين وألف (1262 هـ[1]) فإن الفترة الواقعة بين هذين التاريخين كانت مليئة بالأحداث السياسية فقد كان الصراع محتدما في المنطقة على الإمارة، وقبائل عسير كغيرها من القبائل في تلك الفترة من الزمن كان يحكمها أمراء ورؤساء القبائل المحليون[2].
فقد كانت عسير تابعة للإدارة المركزية بمكة المكرمة أيام الخلافة الإسلامية. ولما ضعفت الدولة الإسلامية وكان الحكم للأتراك وكثر الخارجون عليهم، كانت تلك القبائل تخضع في الأعم لصاحب النفوذ القوي من حكام الأقاليم المجاورة[3].
ولما ظهرت دعوة التوحيد في الجزيرة العربية على يد المصلح الكبير الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقامت بنصرتها الدولة السعودية الأولى فرفعها الله بها وامتدت إلى جهات كثيرة، كانت عسير من تلك الجهات التي دخلت في تلك الدولة. [1] توصلت إلى ذلك من خلال دراستي لحياة المؤلف في الفصل الآتي بعد هذا: ص 43 - 54. [2] انظر: ((في ربوع عسير)) لمحمد رفيع: ص 177. [3] انظر: ((تاريخ عسير في الماضي والحاضر)) لهاشم بن سعيد النعمي: (1/ 131) .
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي الجزء : 1 صفحة : 21