responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 22
وقد كانت البلاد التي تَنْضَمُّ لتلك الدولة - وبالتالي لدعوة التوحيد - تقوم بدورها بدعوة البلاد المجاورة إلى التوحيد - وبالتالي إدخالها في طاعة الدولة السعودية.
ولهذا كانت عسير قاعدة لتوسع الدولة السعودية في جنوب الجزيرة حيث امتدت من خلالها إلى الدرب والشقيق وبيش وصبيا وأبو عريش وما حول تلك البلاد.
بداية دخول عسير في الدولة السعودية الأولى:
ففي عام 1205 هـ وصلت أخبار الدعوة السلفية وما يحققه المنتسبون إليها من النصر إلى عسير، فبقي الناس في تشوق لها ومالت نفوسهم وأرواحهم لذلك الخير فهاجر إلى الدرعية اثنان منهم عام 1213 هـ وهما محمد بن عامر المتحمي وأخوه عبد الوهاب، وأخذا مبادئ تلك الدعوة وعادا لتطبيقها على قومهما فتمكنا بإعانة الدولة السعودية لهما من السلطة والسيادة على قبائل عسير[1] فقد أرسل الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود معهما سرية لغزو عسير فلم ينتصف عام 1215 هـ حتى دخل سائر أهل عسير السراة في طاعة الدولة السعودية آنذاك[2].

[1] انظر: ((الظل الممدود)) لمحمد بن هادي (والد المؤلف) : ص 23 , و ((نفح العود في الظل الممدود)) لمحمد بن أحمد الحفظي (مخطوط) : ق [2] , و ((في ربوع عسير)) لمحمد عمر رفيع: ص 177.
[2] انظر: ((في ربوع عسير)) لمحمد عمر رفيع: ص 177،و ((تاريخ المخلاف السليماني)) لمحمد أحمد العقيلي: (439) .
أي: إلا لآمرهم أن يعبدون، وأدعوهم إلى عبادتي[1] وقيل: إلا ليعرفون[2] كلما كان في القرآن من العبادة فمعناه التوحيد، وأصل العبودية التذلل[3] والعبادة غاية التذلل، ولا يستحقها إلا لمن[4] له غاية[5] الإفضال والإعظام وهو الله تعالى وتقدس، وفي الآية الكريمة دليل على أن الجن مكلَّفون ومخاطبون بالعبودية، ومجزيُّون ومحاسبون ثوابًا وعقابًا، وهذا وجه الحكمة في خلق الجن والإنس[6] قال الله تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُون} [7] وقال عز وجل {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً} [8] وقال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ} [9] أي: بالعدل، وهو الثواب على الطاعة، والعقاب على المعصية.

[1] ((تفسير البغوي ((: (4/ 235) .
[2] ((تفسير البغوي ((: (4/ 235) . ولا بد أن يعلم هنا بأن المعرفة هنا ليس على الإطلاق, وإنما المعرفة لله مع الطاعة له وإلا فإن معرفة إبليس لربه لم تنفعه, وإقرار قريش بأن الله خلقهم وخلق السموات والأرض, كل ذلك لم ينفعهم حينما لم يتخذوه سبحانه إلها يعبد وحده, ومن هنا ضل من فسر الإيمان بالمعرفة وحدها.
[3] قوله: (فمعناه التوحيد, وأصل العبودية التذلل) سقط من نسخة ((ر)) .
[4] هكذا في جميع النسخ, والأولى أن يقال: (إلا من له) .
[5] كلمة: (غ، الآية) سقطت من ((ر)) .
[6] وبهذا يتضح أن الحكمة التي خلق الله من أجلها هذا الخلق, وأرسل الرسل وأنزل الكتب هي عبادته تعالى: ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين , فمتى خلت الأرض من عبادته قامت القيامة, كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله.
[7] سورة المؤمنون، الآية: 115.
[8] سورة ص، الآية: 27.
[9] سورة الدخان، الآية: 39-38.
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست