responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 124
وفي باب من جحد شيئًا من الأسماء والصفات:
وتحت قول الله تعالى: {وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ} [1] نقل الشارح في (ص 401 - 402) ما ذكره المفسرون: من أن الآية مدنية أو مكية ثم ذكر سبب نزولها على القولين.
فنقل عن قتادة ومقاتل وابن جريج أنها مدنية وأن سبب نزولها ما كان في صلح الحديبية لما جاء سهيل بن عمرو اتفق المسلمون معه أن يكتبوا كتاب الصلح فقال صلى الله عليه وسلم لعلي: اكتب بسم الله الرحمن الر حيم، فقالوا: ما نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة - يعنون: مسيلمة الكذاب.
وذكر القول الثاني: على أنها مكية قال: وسبب نزولها أن أبا جهل سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو في الحجر يدعو ويقول في دعائه: يا الله يا رحمن فرجع أبو جهل إلى المشركين وقال: إن محمدًا يدعو إلهين، يدعو الله ويدعو إلهًا آخر سمي الرحمن، ولا نعرف الرحمن إلا رحمن اليمامة فنزلت.
ونقل عن الضحاك عن ابن عباس قولاً ثالثًا أنها نزلت في كفار قريش. قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم " اسجدوا للرحمن، قالوا: وما الرحمن؟ فقال الله تعالى: {قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ} [2] الآية "وتحت قول علي رضي الله عنه "حدثوا الناس بما يعرفون، أتريدون أن يكذب الله ورسوله؟! " بيَّن الشارح في (ص 403) تعليل ذلك بأن السامع لما لا يفهمه يعتقد استحالته فلا يصدق بوجوده فيلزم التكذيب، ويخاف عليهم من تحريف معناه.

[1] سورة الرعد، الآية: 30.
[2] سورة الرعد، الآية: 30.
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- في قوله تعالى: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ} 1 " قال: [يسألهم] [2] من خلقهم ومن خلق السماوات والأرض فيقولون الله، فذلك إيمانهم، وهم يعبدون غيره فذلك "شركهم" " أخرجه رزين،34 وأخرجه البخاري تعليقًا في آخر "صحيحه"[5].
فيه دليل على أن الصحابة -رضي الله عنهم- يستدلون بالآيات التي في الأكبر على الأصغر[6]، فإن تعليق الخيط من الشرك الأصغر، وتعليق الودع من[7] العين من ذلك أيضًا.
تتمة: اعلم أن الرتيمة خلاف التميمة وهو خيط التذكرة يعقد على الأصبع للحاجة، يروى أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان إذا أراد أن يذكر شيئًا ربط في

[1] سورة يوسف، الآية: 106.
[2] هكذا بالمضارع في ((الأصل)) , وفي بقية النسخ بالماضي: (سألهم) .
(3) هو: رزين بن معاوية بن عمار -أبو الحسن- العبدري, الأندلسي السرقسطي, الإمام المحدث, صاحب كتاب ((تجريد الصحاح)) الذي جمع فيه بين ((الموطأ)) والصحاح الخمسة, كان إمام المالكيين بالحرم, توفي سنة 535 هـ. انظر ترجمته في: ((سير أعلام النبلاء)) : (20/204-205) , ((العبر)) : (2/447) , ((شذرات الذهب)) : (4/106) , ((الأعلام)) للزركلي: (3/20) .
(4) ولعله في كتابه ((التجريد للصحاح الستة)) الذي لا أعلم أنه طبع.
[5] ((صحيح البخاري مع الفتح)) : (13/491) عن عكرمة, وكذا في ((تفسير الطبري)) : (8/13/77, 78) , و ((تفسير السيوطي)) : (4/593) , و ((تفسير ابن كثير)) : (2/512) . قال الحافظ ابن حجر في ((الفتح)) : (13/494-495) عقب هذا الأثر: (وبأسانيد صحيحة عن عطاء وعن مجاهد نحوه, وبسند حسن من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: من إيمانهم إذا قيل لهم: من خلق السموات ومن خلق الأرض ومن خلق الجبال؟ قالوا: الله وهم به مشركون) .
[6] وقد تفدم ذكر ذلك (ص 120) , وأشار هناك إلى هذا الموضع.
[7] في ((ر)) , و ((ش)) : (عن العين) .
اسم الکتاب : تحقيق التجريد في شرح كتاب التوحيد المؤلف : البكري، عبد الهادي    الجزء : 1  صفحة : 124
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست