اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 137
المشركون قولا غير الذي قيل لهم، وغيروا الدين، وجعلوا المقصود بالزيارة الشرك بالميت بالاستغاثة به وسؤال قضاء الحاجات وتفريج الكربات والنصر على الأعداء واستنزال البركات.
وقوله: ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن ينادوهم ويخاطبوهم مخاطبة الحاضر.
فيقال له: وهل في خطابهم لهم طلب حاجة منهم أو طلب الدعاء منهم؟ أو المخاطب الزائر المسلم هو الذي يدعو لهم ويستغفر لهم ويترحم عليهم ويسأل الله لهم العافية.
فهل في ذلك إلا ما هو حجة عليك.
ثم يقال لهذا المتخرص: هذا هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته مع الأموات في دعائه لهم في الصلاة على جنائزهم، وعند دفنهم وعند زيارتهم، هل تجد فيها حرفا واحدا يوافق دعواك في طلب الحاجات من الأموات والغائبين؟ ودعواك أن الله أمر بذلك بقوله: {وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} فكأن النبي صلى الله عليه وسلم ما علم من معنى الوسيلة ما علمت؟ وأنه علم ذلك ولم يدل عليه بحرف واحد.
وكذلك أصحابه من بعده عند إتيانهم إلى قبره صلوات الله وسلامه عليه لا يزيدون على مجرد السلام عليه وعلى صاحبيه كما تقدم عن ابن عمر وأنس وغيرهما وما تقدم عن أهل بيته صلى الله عليه وسلم من إنكار علي بن الحسين زين العابدين على الذي يدعوا الله عند قبره صلى الله عليه وسلم وقول الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب للذي قال سلمت على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: إذا دخلت المسجد فسلم - وفي رواية - فنهاه، واستدل بقوله صلى الله عليه وسلم {لاتتخذوا بيتي عيدا} . الحديث وتقدم.
أفخفي على هؤلاء السادة ما فهمه هذا وأشياعه من قول الله {وابتغوا إليه الوسيلة} وما فهمه من حديث الأعمى وغيره؟! ولكن بهذا ونحوه يظهر مصداق النبي صلى الله عليه وسلم:"لتتبعن سنن من كان قبلكم"[1]. وقد أخبر الله تعالى عن أهل الكتاب قبلنا بالغلو والكذب وتحريف الكلم عن موضعه. [1] تقدم تخريجه ص 22، والرواية الأخرى ص 96.
اسم الکتاب : تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس المؤلف : أبا بطين، عبد الله الجزء : 1 صفحة : 137