responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 57
رأس الثور بدون أن يهتموا ماذا يعني رأس الثور في اللغة المصرية، سموا العلامة "ألف" باسمها السامي؛ ثم طبقوا المبدأ الذي بموجبه يعطى الحرف الصوت الأول في اسم الشيء الذي يمثله؛ وفي هذه الحالة استعملوا علامة الألف لأجل صوت "أ"، وعملوا الشيء نفسه بالنسبة للعلامة الدالة على "بيت" فسموها "بيت"، واستعملوها لأجل صوت "ب"، وعلى ذلك فإن العامل في سيناء استخدم فقط الفكرة الأبجدية، الموجودة في العلامات الساكنة المصرية، وشكل لنفسه مجموعة بسيطة من العلامات التي يمكن أن تتهجى بها الكلمات؛ والفينيقيون الذين كانت لهم علاقات تجارية مع سيناء اقتبسوا على الغالب هذه الإشارات وأضافوا إليها، وجعلوا منها نظاما أبجديا تاما مؤلفا من اثنتين وعشرين علامة، بدون حروف صوتية، بسبب تأثير الهيروغليفية المصرية؛ وهكذا حصل ما سموه بحق أعظم اختراع أتى به الإنسان، ونظام الكتابة الأبجدية الخطية بحروفها الاثنين والعشرين، والمكتوبة من اليمين إلى اليسار، كانت غالبا من عمل الفينيقيين في بيبلوس؛ وقد اخترع فينيقيون آخرون، وهم الذي عاشوا في أوغاريت نظاما أبجديا آخر على أساس مختلف فقد كتبوا الأبجدية بقلم على ألواح من الطين؛ ولذلك اتخذت شكل علامات مسمارية أو اسنينية[1].
ومثل هذه الأبجدية، وتطور الكتابة على يدي الفينيقيين لا تترك مجالا للشك، بأن العصر كان عصر تنوع، وتلقيح حضارات تمازجت فيه بحرية الأفكار العلمية، والدينية من بلاد الرافدين، ومصر وسورية، وجرى التبادل فيما بينها؛ وظلت اللغة الفينيقية في شكلها المعروف بالبوني تستعمل حتى العصر الإسلامي.
ديانة الكنعانيين: ديانة الخصب
الأمر الأساسي في الديانة الكنعانية كما تظهره لنا المكتشفات الأثرية الحديثة هو عبارة عن قوى النمو، والتوالد التي يعتمد عليها كيان مجتمع زراعي يهتم بتربية الماشية في أرض أمطارها قليلة، وغير مؤكدة، ويصدق هذا إلى حد كبير على جميع الديانات السامية القديمة؛ والصفات البارزة في ديانة الخصب السامية هذه هي الحزن على موت إله النبات وإجراء طقوس للتمكين من الفوز على خصمه "إله الموت"، و"العالم الأسفل"، حتى يضمنوا كمية كافية من المطر الضروري لإنتاج موسم العام الجديد، والفرح عند عودة الإله الذي يموت، ثم يبعث تصبح جزءا هاما

[1] تاريخ سورية ص118، ص119.
اسم الکتاب : تاريخ الفكر الديني الجاهلي المؤلف : الفيومي، محمد إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 57
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست