تخلعه يقول ذلك ثلاث مرات قال النعمان: فقلت لعائشة ما منعك أن تعلمي الناس بهذا قالت أنسيته) [1] يقول ابن كثير: (ولهذا صمموا على حصره والتضييق عليه، حتى منعوه الميرة والماء والخروج إلى المسجد، وتهددوه بالقتل، ولهذا خاطبهم بما خاطبهم به من توسعة المسجد وهو أول من منع منه، ومن وقفه بئر رومه على المسلمين وهو أول من منع ماءها، ومن أنه سمع رسول الله يقول: " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله إلا بإحدى ثلاث، النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة" وذكر أنه لم يقتل نفساً، ولا ارتد بعد إيمانه، ولا زنى في جاهلية ولا إسلام، بل ولامسَّ فرجه بيمينه بعد أن بايع بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وفي رواية بعد أن كتب بها المفصل، ثم ذكر لهم من فضائله ومناقبه ما لعله ينجع فيهم بالكف عنه والرجوع إلى الطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر منهم، فأبوا إلا الاستمرار على ما هم عليه من البغي والعدوان، ومنعوا الناس من الدخول إليه) [2] واستمر الحصار عليه - رضي الله عنه -حتى أنهم منعوا عنه الماء , فوصل الخبر إلى أمهات المؤمنين فجاءت أم حبيبة رضي الله عنها وكانت من أقارب عثمان فأخذت الماء وجعلته تحت ثوبها , وركبت بغله وحولها حشمها وخدمها، فقالوا: ما جاءبك؟ فقالت: إن عنده وصايا بني أمية لأيتام وأرامل، فأحببت أن أذكره بها، فكذبوها في ذلك ونالها منهم شدة عظيمة، وقطعوا حزام البغلة وندَّت بها، وكادت أو سقطت عنها، وكادت تقتل لولا تلاحق بها الناس فأمسكوا بدابتها، ووقع أمر كبير جداً، ولم يبق يحصل لعثمان وأهله من الماء إلا ما يوصله إليهم آل عمرو بن حزم في الخفية ليلاً فإنا لله وإنا إليه راجعون [3] ، واستمر الحصار [1] - صححه الألباني في سنن ابن ماجة حديث رقم 112 [2] - البداية والنهاية ص 7/184 والحديث المذكور متفق علية [3] - البداية والنهاية 7/184 بتصرف