responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 184
اللحظة الأولى من وثق فيهم من القوم فتابعه على الإسلام عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله وسعد بن أبي وقاص والزبير بن العوام. ثم أسلم بعد ذلك أبو عبيدة بن الجراح وغيره كثير من أهل مكة".
وكان الواحد منهم إذا هدي إلى الإسلام ذهب إلى النبي سرًا فأعلن إسلامه.
وكان ذلك التخفي راجعًا إلى علم المسلمين الأوائل بما يضمره المجتمع القرشي من عداوة شديدة لكل من يفكر في الخروج على آلهته المتوارثة ومعبوداته الوثنية.
لكن أمر الوحي ونزول القرآن وإعلان نبوة محمد كان خبرًا يذاع منذ اللحظة الأولى ويكفي ما أعلنته خديجة لورقة بن نوفل وهي تستقي منه الخبر الذي لم تعهده العرب منذ قرون عديدة.. وما كان هذا الخبر بالذي يمكن كتمانه في مثل تلك البيئة التي اشتهرت بتناقل الأخبار وتقصي الروايات، وكان عندها من الفراغ الذهني والفكر ما يجعلها تذيع كل ما تلتقطه الآذان صباح مساء.
وإذا بمفاجأة لم يتقوقعها الرسول تحدث.
لقد توقف الوحي، إذ انقضت ليلة وليلتان وليالي وآيام ولا خبر من السماء.
وذاع هذا الأمر -كالمعتاد- وشمت الشامتون من الكفار وقالوا: إن محمدًا ودعه ربه، وأشفق الصحب من المسلمين ولعل منهم من حدثته نفسه فقال للنبي: ما أرى ربك إلا قد قلاك.
وبين هذا وذاك عانى النبي في تلك المحنة الروحية الشيء الكثير، حتى ترانا لا نعجب حين نقرأ لكتاب السيرة وهم يتحدثون عن فتور الوحي فيقولون: إن النبي هانت عليه نفسه وتمنى لو ألقى بها من أعلى جبل حراء أو أبى قبيس بعد أن ألفى نفسه وحيدًا هكذا كالمعلق بين السماء والأرض.
لقد سبق أن طلب موسى من الله الموت لنفسه حين ثقل عليه الأمر مع بني إسرايل: "فقال موسى للرب: لماذ أسأت إلى عبدك، ولماذا لم أجد نعمة في عينيك حتى إنك وضعت ثقل جميع هذا الشعب علي؟

اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب    الجزء : 1  صفحة : 184
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست