اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 133
ثم أتم رسول الله في أول يوم لفتح مكة، ما استمر يدعو إليه طيلة 20 سنة، وما حاربته مكة بصناديدها أشد الحرب فيه. فقط طهر المسجد الحرام من الأصنام وقضى تمامًا على الوثنية.
هذا.. ونجد إشارة أخرى إلى جبل فاران، جاءت في نبوءة حبقوق التي أشارت إليها مختلف التراجم، كما ذكرنا سلفًا. فهي تقول: "الله جاء من تيمان، والقدوس من جبل فاران" سلاه.
جلاله غطى السموات، والأرض امتلأت من تسبيحه "حبقوق: 3: 3".
إن المسلمين هم الوحيدون بين المؤمنين بالله ورسالاته، الذين يملئون الأرض تسبيحًا، خمس مرات على الأقل كل يوم في الأذان للصلاة، حيث يهتفون قائلين: الله أكبر، ثم يعلنون شهادة الحق الكبرى وهي: لا إله إلا الله.
وإن مكة لهي المدينة المقدسة الوحيدة التي قضى الله -جلت حكمته- ألا يدخلها مشرك نجس. فوجب على المسلمين أن يحافظوا على طهارتها هذه، فذاك قضاء الله في كتب النبيين، كما هتف به أشعياء الذي جاء بعد موسى بستة قرون، فقال نبوءة عن البرية، بلاد العرب المقفرة الجدباء، جاء فيها: "تفرح البرية والأرض اليابسة، ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس.. هو ذا إلهكم. الانتقام يأتي. جزاء الله. وتكون هناك سكة وطريق يقال لها الطريق المقدسة لا يعبر فيها نجس بل هي لهم" "أشعياء 35: 1-8".
ولقد كان قضاء الله في القرآن العظيم:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا} [التوبة: 28] .
حقًا ... لقد عوض الله رسو له بصحابة عظام، قادهم في جيش من 10.000 قديس، كان كل منهم -كما تقول نبوءة التوراة- "يجلس عند قدمي النبي يتلقى من أقواله".
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 133