اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 12
3- وفي دراسة عن عقائد القبائل الوثنية في إقريقيا وجد "أن فكرة الله الأعلى، تكاد تكون موجودة لدى جميع القبائل، بل إن مفهوم الذات الإلهية الكلية الحضور، والذاتية الاكتفاء والشاملة القدرة، نجده بين كثير من القبائل كالزولو بجنوب إفريقيا والبايراوندا والاشانتي بساحل العاج، والآكان بغانا، واليروبابنيجيريا والبوكونجو بأنجولا، والنجومية بالكونغو، ومن اليسير إعطاء أمثلة كثيرة غير ما سبق لولا ضيق المقام.
على أننا يجب ألا يفوتنا هنا أن نذكر أن لدى الأقزام وهم أقدم سلالات إفريقيا، كائنا أعلى يطلقون عليه اسم مونجو.. وإلى هذا الكائن الأعلى يعزو الأقزام أيضًا خلق جميع الأشياء وأنها ترجع إليه.
كما أن هناك أسطورة من قبائل لشاجا بتنزانيا تروي أن الله قد غضب من أعمال البشر فأهلكهم فيما عدا قلة. وجلي مدى التشابه بين هذه الأسطورة وقصة سيدنا نوح ... ويروي البامبوتي والتشاجا والميروكيف أن الرب حرم أكل ثمار شجرة معينة على الإنسان، وكيف أنه حينما عصى الإنسان الأمر وأكل منها جاء الموت إلى الأرض.. وجميع الأديان الإفريقية التقليدية تعتقد فيما وراء الموت بشكل أو بآخر، كما تعتقد أن المتوفى تستمر حياته في عالم الأرواح.
ومفاهيم الخير والشر موجودة أيضًا في هذه الديانات بل لعلها عميقة الجذور فيها إلى حد لا يتصوره الكثيرون.. وتعتقد قبائل التوركانا من كينيا مثلًا أن الله -مع أنه يشفي من المرض- قد يصيب به أولئك الذين يغشون المحارم ويخالفون الطقوس الهامة"[1].
وخلاصة القول الفصل في هذا المقام هو ما قرره القرآن الكريم إجمالًا في سورة يونس -المكية- إذ يقول: [1] الرب والله وجوجو "الأديان في إفريقية المعاصرة" -تأليف القس جاك مندلسون- ترجمة إبراهيم أسعد -ص108.
اسم الکتاب : النبوة والأنبياء في اليهودية والمسيحية والإسلام المؤلف : أحمد عبد الوهاب الجزء : 1 صفحة : 12