فجاء هذا المشرك بسبب بمنع الإذن والميت محتاج إلى من يدعو له كما أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم إذا زرنا قبور المسلمين أنترحم عليهم ونسأل لهم العافية والمغفرة[1] فعكس المشركون هذا وزاروهم زيارة العبادة وجعلوا قبورهم أوثانا تعبد فجمعوا بين الشرك بالمعبود وتغيير دينه ومعادات أهل التوحيد ونسبتهم إلى التنقص بالأموات وهم قد انتقصوا[2] الخالق بالشرك وأولياءه الموحدين بذمهم ومعاداتهم وتنقصوا من أشركوا به غاية التنقص إذ ظنوا أنهم راضون منهم بهذا وأنهم أمروهم وهؤلاء أعداء الرسل في كل زمان ومكان وما أكثر المستجيبين لهم.
ولله در خليله إبراهيم حيث يقول: {وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} [إبراهيم: 36,35] وما نجا من شرك هذا الشرك الأكبر إلا من جرد توحيده لله وعادى المشركين في الله وتقرب بمقتهم إلى الله. انتهى.
فرحمة الله ومغفرته ومرضاته على هذا الشيخ ما أحسن بيانه وأوضحه فقد صرح بان هذا هو الشرك الأكبر فبطل ما افتراه عليه المشركون.
وهذا الذي ذكره هو الذي عمت به البلوى في كثير [من] [3] الأمصار في هذه الأعصار وهو الشرك الأكبر والذنب الذي لا يغفر إلا أن يتاب منه قبل الوفاة وقال رحمه في الكافية الشافية شعرا:
والشرك فهو توسل مقصوده ... الزلفى من الرب العظيم الشان
بعبادة المخلوق[4] من حجر ومن ... بشر ومن قبر[5] ومن أوثان6 [1] أخرجه مسلم في الصحيح رقم 975 من حديث وأخرجه أيضا من حديث عائشة رقم 974 والنسائي في المجتبى 4/91 وأخرجه الترمذي في الجامع رقم 1053 من حديث ابن عباس وأخرجه أحمد في المسند 2/375 من حديث أبي هريرة بألفاظ مختلفة.
2 "ط": تنقصوا. [3] ساقط من الأصل. [4] الأصل: المخلوق أيا كان. [5] الأصل: ومن قبر.
6 الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية 211.