والكذب المحال[1] على طريق التفصيل تارة الا جمال وهذا الرجل وإن كان من أجهل العوام فإنه يحاول عرى الإسلام.
ثم إني عزمت على نقض ما بناه من ذلك [الباطل] [2] على استفراغ وسع واستمهال وذلك أولى من الترك والاهمال.
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.
فأخذت في رد قوله: مستعينا بربنا العظيم مستعيذا بالله من شر متبعي خطوات الشيطان الرجيم وحسبنا الله ونعم الوكيل على من صد الناس عن سواء السبيل.
قال محمد بن نصر: حدثنا إسحاق[3] أنبأنا عبد الرحمن بن مهدي عن حماد بن زيد عن عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن عبد الله قال: خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم قال: "هذا سبيل الله" ثم خط خطوطا عن يمينه وشماله وقال: "هذا سبل وعلى كل سبيل منها شيطان يدعوا إليه" وقرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ} [سورة الأنعام: 153] الآية4
قلت: وهنا بلية ينبغي التنبيه عليها قبل الشروع في المقصود وهي: أن الكثير من أهل الأزمنة وقبلها قد غرهم من أنفسهم أمران أحدهما:
أنهم إن أحسنوا القول رأوه كافيا ولو ضيعوا العمل وارتكبوا النقيض وما عرفوا قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في الخوارج: "يقولون من خير قول البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية" [5].
وهذا كثير في الكتاب والسنة يذم ويمقت من يقول ولا يفعل ومن يخالف [1] الأصل: والمحال [2] زيادة من "ط". [3] سورة الأنعام، الآية: 153.
4 محمد بن نصر المروزي في السنة رقم 11, وأخرجه أحمد في المسند 1/465,435 والطبري في التفسير رقم 14168 وأبو نعيم في الحلية 6/263 والحاكم في المستدرك 2/318 وصححه ووافقه الذهبي. [5] أخرجه البخاري في الصحيح رقم 3611 ومسلم في الصحيح رقم 1066 وأحمد في المسند 1/131 من حديث علي.