اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 352
فأنزل الله عزوجل: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [1].
قوله: "ما لم أنه عنك": فعل مضارع مبني للمجهول، والناهي عنه هو الله.
قوله: "ما كان": ما: نافية، وكان: فعل ماض ناقص قوله: "أن يستغفروا": أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر اسم كان مؤخر.
قوله: "للنبي": خبر مقدم; أي: ما كان استغفاره.
واعلم أن ما كان أو ما ينبغي أو لا ينبغي ونحوها إذا جاءت في القرآن والحديث; فالمراد أن ذلك ممتنع غاية الامتناع; كقوله تعالى: {مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ} [2]، وقوله: {وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً} [3]، وقوله: {لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [4]، وقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام "[5].
وقوله: "أن يستغفروا"; أي: يطلبوا المغفرة للمشركين قوله: {وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى} [6] أي: حتى ولو كانوا أقارب لهم، ولهذا لما اعتمر النبي صلى الله عليه وسلم ومر بقبر أمه استأذن الله أن يستغفر لها فما أذن الله له، فاستأذنه أن يزور قبرها فأذن له; فزاره للاعتبار وبكى وأبكى من حوله من الصحابة[7] فالله منعه من طلب المغفرة للمشركين; لأن [1] سورة التوبة آية: 113. [2] سورة مريم آية: 35. [3] سورة مريم آية: 92. [4] سورة يس آية: 40. [5] من حديث أبي موسى, رواه مسلم (كتاب الإيمان, باب في قوله عليه الصلاة والسلام: "إن الله لا ينام" 1/160) . [6] سورة التوبة آية: 113. [7] من حديث أبي هريرة, رواه مسلم (كتاب الجنائز, باب استئذان النبي صلى الله عليه وسلم ربه عز وجل زيارة أمه, 2/671) .
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 352