اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 351
فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم فأعادا، فكان آخر ما قال: هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لأستغفرن لك ما لم أنه عنك "[1].
الروايات: " أشهد لك بها عند الله [2].
" قوله: "فقالا له: أترغب عن ملة عبد المطلب؟ ": القائلان هما: عبد الله بن أبي أمية، وأبو جهل، والاستفهام للإنكار عليه; لأنهما عرفا أنه إذا قالها - أي كلمة الإخلاص - وحد، وملة عبد المطلب الشرك، وذكرا له ما تهيج به نعرته، وهي ملة عبد المطلب حتى لا يخرج عن ملة آبائه وقد مات أبو جهل على ملة عبد المطلب، أما عبد الله بن أبي أمية والمسيب الذي روى الحديث، فأسلما; فأسلم من هؤلاء الثلاثة رجلان، رضي الله عنهما.
قوله: "ملة عبد المطلب": أي: دين عبد المطلب.
قوله: "فأعاد عليه النبي صلى الله عليه وسلم": أي: قوله قل لا إله إلا الله، كلمة أحاج لك بها عند الله.
قوله: "فأعادا عليه": أي قولهما: أترغب عن ملة عبد المطلب.
قوله: "فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأستغفرن لك" إلخ: جملة "لأستغفرن لك" مؤكدة بثلاث مؤكدات: القسم، واللام، ونون التوكيد الثقيلة والاستغفار: طلب المغفرة، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم في نفسه شيء من القلق، حيث قال: "ما لم أنه عنك "; فوقع الأمر كما توقع ونهي عنه. [1] البخاري الجنائز (1360) , ومسلم الإيمان (24) , والنسائي: الجنائز (2035) , وأحمد (5/433) . [2] رواه مسلم (كتاب الإيمان, باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت, 1/54) .
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 351