اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 211
التاسعة عشرة: أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن، أنه لنا.
العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر،
رحمه الله جدد التوحيد في الجزيرة العربية، وأن الناس كانوا في ذلك الوقت فيهم المشرك وغير المشرك.
فالحديث أخبر عما وقع في نفس الشيطان ذلك الوقت، ولكنه لا يدل على عدم الوقوع، وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: " لتركبن سنن من كان قبلكم "[1] وهو يخاطب الصحابة وهم في جزيرة العرب.
التاسعة عشرة: أن كل ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا: هذا ليس على إطلاقه وظاهره، بل يحمل قوله: "لنا"، أي: لبعضنا، ويكون المراد به المجموع لا الجميع، كما قال العلماء في قوله تعالى: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ} [2] والرسل كانوا من الإنس فقط فإذا وقع تشبه باليهود والنصارى، فإن الذم الذي يكون لهم يكون لنا، وما من أحد من الناس غالبا إلا وفيه شبه باليهود أو النصارى، فالذي يعصي الله على بصيرة فيه شبه من اليهود، والذي يعبد الله على ضلالة فيه شبه من النصارى، والذي يحسد الناس على ما آتاهم الله من فضله فيه شبه من اليهود، وهلم جرا.
وإن كان يقصد رحمه الله أنه لا بد أن يكون في الأمة خصلة، فهذا على إطلاقه وظاهره، لأنه قل من يسلم.
وإن أراد أن كل ما ذم به اليهود والنصارى، فهو لهذه الأمة على سبيل العموم، فلا.
العشرون: أنه متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر ... إلخ: وهذا واضح، فالعبادات مبناها على الأمر، فما لم يثبت فيه أمر [1] الترمذي: الفتن (2180) , وأحمد (5/218) . [2] سورة الأنعام آية: 130.
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 211