responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 130
.......................................................................

قوله: " على بصيرة ": أي: علم; فتضمنت هذه الدعوة الإخلاص والعلم; لأن أكثر ما يفسد الدعوة عدم الإخلاص، أو عدم العلم، وليس المقصود بالعلم في قوله: " على بصيرة " العلم بالشرع فقط، بل يشمل: العلم بالشرع، والعلم بحال المدعو، والعلم بالسبيل الموصل إلى المقصود، وهو الحكمة. فيكون بصيرا بحكم الشرع، وبصيرا بحال المدعو، وبصيرا بالطريق الموصلة لتحقيق الدعوة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ: " إنك تأتي قوما أهل كتاب "[1].
وهذه ليست كلها من العلم بالحكم الشرعي; لأن علمي أن هذا الرجل قابل للدعوة باللين، وهذا قابل للدعوة بالشدة، وهذا عنده علم يمكن أن يقابلني بالشبهات أمر زائد على العلم بالحكم الشرعي، وكذلك العلم بالطرق التي تجلب المدعوين كالترغيب بكذا والتشجيع; كقوله صلى الله عليه وسلم " من قتل قتيلا; فله سلبه "[2] أو بالتأليف; فالنبي صلى الله عليه وسلم أعطى المؤلفة قلوبهم في غزوة حنين إلى مئة بعير[3]. فهذا كله من الحكمة; فالجاهل لا يصلح للدعوة، وليس محمودا، وليست طريقته طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الجاهل يفسد أكثر مما يصلح.

[1] رواه: البخاري (كتاب المغازي, باب بعث أبي موسى ومعاذ إلى اليمن 3/160) , ومسلم (كتاب الإيمان, باب الدعاء إلى الشهادتين 1/50) . ورواية: "فليوحدوا" رواها: البخاري (كتاب التوحيد, باب ما جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أمته, 4/378) .
[2] من حديث أبي قتادة; أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من قتل قتيلا له عليه بينة; فله سلبه} , رواه: البخاري (كتاب المغازي, باب قول الله تعالى: {ويوم حنين إذ أعجبتكم ... } , 3/ 154) , ومسلم (كتاب الجهاد, باب استحقاق القاتل سلب القتيل, 3/1370) .
[3] من حديث أنس, رواه: البخاري (كتاب الخمس, باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة, رقم 3147) , ومسلم (كتاب الزكاة, باب إعطاء المؤلفة, رقم 1059) .
اسم الکتاب : القول المفيد على كتاب التوحيد المؤلف : ابن عثيمين    الجزء : 1  صفحة : 130
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست