responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 73
أعظم؟ قال: "أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك ". وقوله: {وَالذِينَءَامَنُوا أَشَدُّ حُبّاً للهِ} ولحبهم لله وتمام معرفتهم به، وتوقيرهم وتوحيدهم له، لا يشركون به شيئاً، بل يعبدونه وحده ويتوكلون عليه، ويلجأون في جميع أمورهم إليه"[1].
فالعبادة بأنواعها حقٌّ خالصٌ لله لا يجوز صرفها لغيره سواء اعتقد العابدُ في معبوده أنَّه ربٌّ أو لم يعتقد، وهذا أمرٌ معلومٌ من الدين بالضرورة.
قال شيخ الإسلام: "فإنَّ المسلمين متفقون على ما علموه بالاضطرار من دين الإسلام أنَّ العبد لا يجوز أن يعبد ولا يدعو ولايستغيث ولا يتوكل إلا على الله، وأنَّ من عبد ملكاً مقرباً أو نبياً مرسلاً أو دعاه أو استغاث به فهو مشرك، فلا يجوز عند أحد من المسلمين أن يقول القائل يا جبرائيل أو يا ميكائيل أو يا إبراهيم أو يا موسى أو يا رسول الله اغفر لي أو ارحمني أو ارزقني أو انصرني أو أغثني أو أجرني من عدوي أو نحو ذلك، بل هذا كله من خصائص الإلهية وهذه مسألة شريفة معروفة قد بينها العلماء ... "[2].
وأمَّا القيد الذي وضعه الكاتب فلا أصل له ولا أساس، فإنَّ المشركين زمن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يعتقدون في آلهتهم أنَّها تخلق أو ترزق أو تحيي أو تميت أو تدبر الأمر، بل كانوا يعتقدون أنَّ ذلك من خصائص الله كما سبق إيراد النصوص بذلك، وإنَّما كان شركهم في دعوتها وعبادتها من دون الله بحجة أنَّها تقربهم إلى الله زلفى.
قال شيخ الإسلام: "وكانوا [أي: المشركون] معترفين بأنَّ آلهتهم لم

[1] تفسير ابن كثير (1/291) .
[2] الفتاوى (3/272) .
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست