responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 108
وقد نقض أقواله الإمامُ الدارمي في رده الشهير عليه، ولهذا فإني أقتصر هنا على ذكر ردِّ الإمام الدارمي على بشر المريسي في هذه المسألة ليكون الرد على الشيخ ردّاً على التلميذ.
قال الدارمي رحمه الله: "فادعى المعارض في تفسيره أن ضحك الرب رضاه ورحمته … وذكر أموراً ثم قال: وأمَّا قولك إنَّ ضحكه رضاه ورحمته فقد صدقت في بعض، لأنَّه لا يضحك لأحد إلا عن رضى، فيجتمع منه الضحك والرضا، ولا يصرفه إلا عن عدو، وأنت تنفي الضحك عن الله وتثبت له الرضا وحده ... إلى أن قال: وحدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا أبو يعلى أخبرنا يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس عن أبي رزين العقيلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره. قال أبو رزين: أيضحك الرب يا رسول الله؟ قال: نعم. قال: لن نعدم من رب يضحك خيراً".
فهذا حديثك أيها المعارض الذي رويته وثبتَّه وفسرته، وأقررت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قد قاله، ففي نفس حديثك هذا ما ينقض دعواك وهو قول أبي رزين للنبي صلى الله عليه وسلم "أيضحك الرب؟ " ولو كان تفسير الضحك الرضى والرحمة والصفح عن الذنوب فقط كان أبو رزين في دعواك إذن جاهلاً أن لا يعلم أنَّ ربه يرحم ويرضى ويغفر الذنوب؟ بل هو كافر في دعواك، إذ لم يعرف الله بالرضى والرحمة والمغفرة. وقد قرأ القرآن وسمع ما ذكر الله فيه من رحمته ومغفرته وصفحه عن الذنوب ما كان له فيه مندوحة عن سؤال النبي صلى الله عليه وسلم: أيغفر ربنا ويرحم؟ إنَّما سأله عما لا يعلم لا عن علم ما علم وآمن به قبل. وقرأ القرآن فوجد فيه ذكره ولم يجد فيه ذكر الضحك. فلما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه يضحك قال: "لن نعدم من رب يضحك خيراً" ولو كان على تأويلك لاستحال أن

اسم الکتاب : القول السديد في الرد على من أنكر تقسيم التوحيد المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست