responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 137
بِالضَّرُورَةِ يجب أَن كل وَاحِد مِمَّن ذكرنَا كَانَ لَهُ أَزِيد من مائَة ونيف وَأَرْبَعين إِذْ ولد لَهُ ابْنه الْمَذْكُور وَهَذِه أَقْوَال يكذب بَعْضهَا بَعْضًا فصح ضَرُورَة لَا محيد عَنْهَا أَنَّهَا كلهَا مبدلة مستعملة محرفة مكذوبة ملعونة وَثَبت أَن ديانتهم الْمَأْخُوذَة من هَذِه الْكتب ديانَة فَاسِدَة مكذوبة من عمل الْفُسَّاق ضَرُورَة كالشيء الْمدْرك بالعيان واللمس وَنَحْمَد الله على السَّلامَة
فصل
ثمَّ وصف قيام بني إِسْرَائِيل على مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وطلبهم مِنْهُ اللَّحْم للْأَكْل وَذكروا شوقهم إِلَى القرع والقثاء والبصل والكراث والثوم الَّذِي تشبه رَائِحَته فِي الروائح عُقُولهمْ فِي الْعُقُول وَذكروا ضجرهم من الْمَنّ وَالله عز وَجل قَالَ لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام نقُول للعامة تقدسوا غَدا تَأْكُلُوا اللَّحْم هَا أَنا أسمعكم قائلين من ذَا يطعمنا أكل اللَّحْم قد كُنَّا بِخَير بِمصْر ليعطيكم السَّيِّد اللَّحْم فتأكلون لَيْسَ يَوْمًا وَاحِدًا وَلَا يَوْمَيْنِ وَلَا خَمْسَة وَلَا عشرَة حَتَّى تكمل أَيَّام الشَّهْر حَتَّى يخرج على مناخركم ويصيبكم التخم لما تخليتم عَن السَّيِّد الَّذِي هُوَ فِي وسطكم ويبكون قدامه قائلين لماذا أخرجنَا من مصر فَقَالَ مُوسَى لله تَعَالَى هم سِتّمائَة ألف رجل وَأَنت تَقول أَنا أعطيهم اللحوم شهرا طعماً أَتَرَى تكْثر بذبائح الْبَقر وَالْغنم فيقتاتون بهَا أم تجمع حيتان الْبَحْر مَعًا لتشبعهم فَقَالَ لَهُ الرب أَتَرَى يَد السَّيِّد عاجزة سترى أَن يوافيك كَلَامي أم لَا ثمَّ ذكر أَن الله تَعَالَى أرسل ريحًا فأت بالسماني من خلف الْبَحْر إِلَى بني إِسْرَائِيل فأكلوها وَدخل اللَّحْم بَين أضراسهم وأصابتهم التُّخمَة وَأَخذهم وباء شَدِيد مَاتَ مِنْهُم بِهِ كثير وَإِن هَذَا كَانَ فِي الشَّهْر الثَّانِي من خُرُوجهمْ من مصر
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي اللله عَنهُ ذكر فِي هَذَا الْفَصْل آيَات من الله رب الْعَالمين وَمَا تَأتي لَهُ طامة أَلا تكَاد تنسي مَا قبلهَا فَأول ذَلِك إِخْبَار اللعين الْمُبدل للتوراة بِأَن الله تَعَالَى إِذْ قَالَ لمُوسَى غَدا تَأْكُلُونَ اللَّحْم إِلَى تَمام الشَّهْر قَالَ لَهُ مُوسَى هم سِتّمائَة ألف رجل وَأَنت تَقول أَنا أعطيهم اللحوم طَعَاما شهياً أَتَرَى تكْثر بذبائح الْبَقر وَالْغنم يقتاتون بهَا أَو تجمع حيتان الْبَحْر مَعًا لتشبعهم
قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ حاش لله أَن يُرَاجع رجل لَهُ من الْعقل مسكة ربه عز وَجل هَذِه الْمُرَاجَعَة وَأَن يشك فِي قوته على ذَلِك وعَلى مَا هُوَ أعظم مِنْهُ فَكيف رَسُول نَبِي أَتَرَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام دخله قطّ شكّ فِي أَن الله تَعَالَى قَادر على أَن يكثر بذبائح الْبَقر وَالْغنم حَتَّى يشبعهم أَو على أَن يَأْتِيهم من حيتان الْبَحْر بِمَا يشبعهم مِنْهُ حاش لله من ذَلِك أتراه خَفِي على مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَن الله تَعَالَى هُوَ الَّذِي يرْزق جَمِيع بني آدم فِي شَرق الأَرْض وغربها اللَّحْم وَغير اللَّحْم وَأَنه تَعَالَى رَازِق سَائِر الْحَيَوَانَات كلهَا من الطَّائِر والعائم والمنساب والماشي على رجلَيْنِ وَأَرْبع وَأكْثر حَتَّى يستنكر أَن يشْبع شرذمة قَليلَة لَا قدر لَهَا من اللَّحْم حاش لَهُ من ذَلِك فَكيف يَقُول مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام هَذَا الْكَلَام الأحمق حاش لَهُ من ذَلِك وَقبل ذَلِك بعام وَشهر وَبَعض آخر طلبُوا اللَّحْم فَأَتَاهُم بالسماني والمن وأكلوا ذَلِك بِنَصّ توراتهم أتراه نسي ذَلِك فِي هَذِه الْمدَّة الْيَسِيرَة أَو يظنّ أَنه قدر على الأولى ويعجز عَن الثَّانِيَة حاشا لَهُ من هَذَا الهوس
ثمَّ زِيَادَة فِي بَيَان هَذَا الْكَذِب أَن فِي توراتهم إِن بني إِسْرَائِيل إِذْ خَرجُوا من مصر مَعَ

اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 137
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست