responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 116
ذكر فِي توراتهم أَن فِي هَذِه الْمدَّة تزوج يهوذا بنت شوع وَولدت لَهُ ولدا ثمَّ ثَانِيًا ثمَّ ثَالِثا وَأَن الْأَكْبَر بلغ فزوج زَوْجَة ثمَّ مَاتَ بِعَدَد دُخُوله بهَا فزوجت بعده من أَخِيه فَكَانَ يعْزل عَنْهَا فَمَاتَ وَبقيت مُدَّة حَتَّى كبر الثَّالِث وَلم تزوج مِنْهُ فزنت بيهوذا وَالِد زَوجهَا فولد لَهُ مِنْهَا توءمان ثمَّ ولد لأحد ذَيْنك التوءمين ابْنَانِ وَهَذَا محَال مُمْتَنع لَا خَفَاء بِهِ لَا يُمكن الْبَتَّةَ فِي طبيعة بني بشر وَلَا سَبِيل إِلَيْهِ فِي الجبلة والبنية بِوَجْه من الْوُجُوه هبك أَن يهوذا اعتزل عَن إخْوَته وَتزَوج بنت شوع بائر بيع يُوسُف بِيَوْم وحبلت زَوجته وَولدت لَهُ الْوَلَد الْأَكْبَر فِي عامها الثَّانِي ثمَّ الثَّانِي فِي عَام آخر ثمَّ الثَّالِث فِي عَام ثَالِث وهبك أَن الْأَكْبَر زوج وَله اثْنَا عشر عَاما من جملَة اثْنَيْنِ وَعشْرين عَاما وَبَقِي مَعهَا مَا بَقِي ثمَّ زوجت منن الثَّانِي وَله اثْنَا عشر عَاما فَبَقيَ يعْزل عَنْهَا لِئَلَّا ينْسب إِلَى أَخِيه من يُولد لَهُ مِنْهَا ثمَّ مَاتَ وَبقيت تنْتَظر أَن يكبر شيلة وَتزَوج مِنْهُ حَتَّى طَال عَلَيْهَا وَرَأَتْ أَنه قد كبر وَلم تزوج مِنْهُ وَهَذَا لَا يكون الْبَتَّةَ فِي أقل من عَام فَهَذِهِ أَرْبَعَة عشر عَاما ثمَّ زنت بيهوذا فَحملت فَولدت فَهَذَا عَام أَو أقل بِيَسِير فَلم يبْق من الِاثْنَيْنِ وَعشْرين عَاما إِلَّا سَبْعَة أَعْوَام إِلَى ثَمَانِيَة أَعْوَام لَا أَكثر الْبَتَّةَ فَمن الْمحَال الْمُمْتَنع فِي الْعقل أَن يُوجد لرجل ابْن ثَمَان سنَن أَو سبع سِنِين ولدان مَا رَأَيْت أَجْهَل بِالْحِسَابِ من الَّذِي عمل لَهُم التَّوْرَاة وحاشى لله أَن يكون هَذَا الْخَبَر الْبَارِد الْكَاذِب عَن الله تَعَالَى أَو عَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَلَا عَن إِنْسَان يعقل مَا يَقُول ويستحي من تعمد الْكَذِب الفاضح ونسأل الله الْعَافِيَة
فصل

وَبعد ذَلِك ذكر عدد بني يَعْقُوب المولودين بالشأم عِنْد خَاله لابان الداخلين مَعَه مصر فَذكر الَّذين ولدت لَهُ ليئة وهم سِتّ ذُكُور وَابْنَة وَاحِدَة وَذكر أَوْلَاد هَؤُلَاءِ السِّتَّة وَسَمَّاهُمْ فَذكر لرأوبين أَرْبَعَة ذُكُور ولشمعون سِتَّة ذُكُور وللاوي ثَلَاثَة ذُكُور وليهوذا ثَلَاثَة ذُكُور وَابْني ابْن لَهُ فهم خَمْسَة وليساخر أَرْبَعَة ذُكُور ولزابلون ثَلَاثَة ذُكُور الْمُجْتَمع من بني ليئة فِي نَص توراتهم بعقب تسميتهم هَؤُلَاءِ بَنو ليئة وَعدد أَوْلَادهَا وبناتها ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ هَكَذَا نَص توراتهم وَهَذَا خطاء فِي الْحساب تَعَالَى الله عَن أَن يخطىء فِي الْحساب أَو أَن يخطىء فِيهِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فصح أَنَّهَا من توليد جَاهِل غث أَو من عابث سخر بهم وكشف سواءتهم
فصل

ثمَّ ذكر بعد هَذَا أَوْلَاد راحيل فَذكر يُوسُف وبنيامين وبنيهما قَالَ وهم أَرْبَعَة عشر وَذكر أَوْلَاد زلفي عَاد وَأَشَارَ وبنيهما قَالَ وهم سِتَّة عشر وَذكر أَوْلَاد بلهة دَان نفتالى وبنيهما قَالَ وهم سَبْعَة ثمَّ وصل ذَلِك بِأَن قَالَ وَعدد نسل يَعْقُوب الَّذين دخلُوا مَعَه مصر سوى نسَاء أَوْلَاده سِتَّة وَسِتُّونَ وابنا يُوسُف اللَّذَان ولدا لَهُ بِمصْر اثْنَان فَجَمِيع الداخلين مصر سَبْعُونَ قَالَ أَبُو مُحَمَّد رَضِي الله عَنهُ هَذَا خطأ فَاحش لِأَن الْمُجْتَمع من الْأَعْدَاد الْمَذْكُورَة تِسْعَة وَسِتُّونَ فَإِذا سَقَطت مِنْهُم وَلَدي يُوسُف اللَّذَان ولدا لَهُ بِمصْر بَقِي سَبْعَة وَسِتُّونَ وَهُوَ يَقُول سِتَّة وَسِتُّونَ فَهَذِهِ كذبة ثمَّ قَالَ فَجَمِيع الداخلين مَعَه إِلَى مصر سَبْعُونَ فَهَذِهِ كذبة ثَانِيَة وَقد قدمنَا أَن الَّذِي عمل لَهُم التَّوْرَاة كَانَ ضَعِيف البصارة بِالْحِسَابِ وَلَيْسَت هَذِه صفة الله عز وَجل وَلَا صفة من مَعَه مسكة عقل تردعه عَن الْكَذِب وتعمده على الله تَعَالَى وَعَن تكلّف

اسم الکتاب : الفصل في الملل والأهواء والنحل المؤلف : ابن حزم    الجزء : 1  صفحة : 116
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست