اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 79
رد الحافظ أبو نصر على قول الأشعري: لما كان سمعه بلا انخراق وجب أن يكون كلامه بلا حرف ولا صوت.
فإن قالوا: لأنه يستحيل[1] وجود حرف, ولا صوت إلا من جسم[2].
قلنا: إن عنيتم استحالته بالإضافة إلى الشاهد، فسماع كلام بدون توسط صوت وحرف كذلك أيضًا، وإن عنيتم استحالته مطلقًا، فلا نسلم، إذ الباري جل جلاله على خلاف المشاهدة والمعقول في ذاته وصفاته، وقد وردت النصوص بما قلناه, فوجب القول به[2]. انتهى.
وسيأتي في التتمة الثانية ذكر كلام صاحب المواقف[4]، وجوابه الموافق لكلام الطوفي.
وقال أبو النصر السجستاني[5] عن قول الأشعري: "لما كان سمعه بلا انخراق, وجب أن يكون كلامه بلا حرف ولا صوت". [1] في الأصل: فإن قالوا: استحيل وجود.. إلخ, والتصحيح من شرح الكوكب المنير: "17/2". [2] في شرح الكوكب المنير: "إلا من جسد", وزاد فيه ما أسقطه المؤلف هنا: ووجود في جهة ليس بجسم: "17/2" منه.
3 كل ما تقدم سابقًا من كلام الطوفي من شرح الكوكب المنير: "16/[2]-17". [4] القاضي عضد الدين، عبد الرحمن بن أحمد الإيجي: عالم بالأصول والمعاني والعربية من أهل إيج بفارس، جرت له محنة مع صاحب كرمان، فحسبه بالقلعة, فمات مسجونًا سنة 756 هـ, له: "المواقف"، "والعقائد العضدية"، وغيرها, الأعلام: "295/3". [5] هو الإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد بن حاتم السجستاني, أو السجزي، الإمام الحافظ الناقد، كان متقنًا للحديث بصيرا بالسنة، له كتاب "الإبانة الكبري", في القرآن, توفي بمكة المكرمة سنة 444هـ, انظر تذكرة الحفاظ: "1118/3", شذرات الذهب: "271/3"، طبقات الحفاظ: "صـ 429".
رد الإمام موفق الدين ابن قدامة على أدلة الأشعرية في المعنى النفسي والحرف والصوت والحقيقة والمجاز والتعاقب والتعدد
...
كلمته[1]، وقال بن مسعود: "كنا نسمع تسبيح الطعام, وهو يؤكل"[2]، ولا خلاف في أن الله سبحانه وتعالى قادر على إنطاق الحجر الأصم بلا أدوات.
قلت[3]: إن الذي يقطع به عنهم، أنهم لا يقولون: إن الله سبحانه يحتاج كحاجتنا، قياسًا له علينا، فإنه عين التشبيه، وهم لا يقولون كذلك[4]، ويفرون منه، والظاهر أن الشيخ الموفق قال ذلك على تقدير قولهم له[5].
سبحت حصاة منهن, انظر الخصائص الكبرى: "74/2"، وفي مجمع الزوائد: "299/8", قال الهيثمي: رواه البزار بإسنادين رجال أحدهما ثقات، وفي بعضهم ضعف. [1] روي البخاري: "56/3"، ومسلم: "1721/4", في صحيحيهما عن أنس: "أن امرأه يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة فأكل منها، فجيء بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألها عن ذلك, فقالت: أردت لأقتلك, فقال: ما كان الله ليسلطك على ذلك". وفي رواية "عليَّ ".
وروى الدارمي في: سننه: "32/1", الحديث، وفيه: "قال: إن هذه تخبرني أنها مسمومة", ونحوه عند أبي دواد في: السنن: "482/2"، والبزار والطبراني عن أنس.
وقال: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح، غير مبارك بن فضالة, وهو ثقة، وهو ضعيف، مجمع الزوائد: "295/8".
قلت: الضعف من طريق البزار والطبراني, لكنه يرتفع إلى رتبة الحسن لغيره من هذا الوجه؛ لورود شاهد له في الصحيحين. [2] رواه البخاري في: صحيحه: "235/4"، والترمذي في: السنن: "597/5"، والدارمي في: السنن: "14/1", عن ابن مسعود. [3] هذا كلام الإمام العلامة، محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن علي الفتوحي الحنبلي، المعروف بابن النجار، صاحب شرح الكوكب المنير، وستأتي ترجمته إن شاء الله تعالى. [4] في شرح الكوكب المنير: "ذلك": "48/2". [5] شرح الكوكب المنير: "48/2".
اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 79