اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 80
هذا غير مسلَّم، ولا يقتضي ما قال، وإنما يقتضي أن سمعه لما كان "8/أ" بلا انخراق, وجب أن يكون كلامه بلا لسان وشفتين[1], وحنك، وأيضًا لو كان الكلام غير حرف, كانت الحروف عبارة عنه, لم يكن بد من أن يحكم لتلك العبارة بحكم، إما أن يكون أحدثها في صدر، أو لوح، أو نطق بها بعض عبيده، فتكون منسوبة إليه، فيلزم من يقول بذلك أن يفحص بما عنده في السور والآي والحروف، أهي عبارة لجبريل؟، أو محمد عليهما الصلاة والسلام؟.
وأيضًا قوله تعالى: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [2] وكن حرفان، ولا يخلو الأمر من أحد وجهين:
إما أن يراد بقوله: "كن" من التكوين كقول المعتزلة، أو يكون المراد[3] به ظاهره، فإنه سبحانه وتعالى إذا أراد إنجاز شيء قال له: "كن" على الحقيقة, فيكون.
فإن قال الأشعري: إنه على ظاهره, لا بمعنى التكوين، فيكون حرفان، وهو مخالف لمذهبه، وإن قال: ليس بحرف, صار بمعنى التكوين كالمعتزلة. انتهى[4]. [1] في الأصل: "وفتين". [2] النحل، الآية: 40. [3] في الأصل: "يكو المرا". [4] شرح الكوكب المنير: "18/2، 19", وفيما نقله, وما في شرح الكوكب اختلاف لفظي بسيط.
كلام ابن حجر العسقلاني في مسألة الكلام
وقال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري[5] في باب قوله تعالى: {أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ} 6 الآية: والمنقول عن السلف اتفاقهم على أن القرآن كلام الله غير مخلوق تلقاه جبريل عن الله عز وجل، وبلغ جبريل إلى محمد صلى الله عليه وسلم، وبلغه هو إلى أمته. انتهى. [5] انظر فتح الباري: "357/13".
النساء، الآية: 166.
اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 80