اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 77
وكثرة موارد الاستعمال تدل على الحقيقة.
وأما قوله تعالى: {وَيَقُوْلُوْنَ فِي أَنْفُسِهِمْ} 1، فمجاز؛ لأنه إنما دل على المعنى النفسي بالقرنية، وهو قوله: "في أنفسهم", ولو أطلق، لما فهم إلا العبارة[2].
وكذلك كل ما جاء من هذا الباب، إنما يفيد مع القرينة، ومنه قول عمر رضي الله عنه: "زورت في نفسي كلامًا"[3].
وأما قوله تعالى: {وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ} [4], فلا حجة فيه؛ لأن "[7]/ب" الإسرار به خلاف الجهر[5], وكلاهما عبارة عن أن يكون أحدهما أرفع صوتًا من الآخر, أما بيت الأخطل, فيقال: إن المشهور فيه "إن البيان لفي الفؤاد"، وبتقدير أن يكون كما ذكرتم، فهو[6] مجاز عن مادة الكلام، وهو التصورات الصحيحة[7] له، إذ من لم يتصور[8] ما يقول، لا يُوجِدُ كلامًا، ثم هو مبالغة من هذا الشاعر, في ترجيح الفؤاد على اللسان, انتهى.
ولابن قاضي الجبل في الجواب عن الآيات وبيت الأخطل، كلام يقاربه في المعنى، ونقل ابن القيم[9] أن الشيخ تقي الدين رد الكلام.
1المجادلة: الاية: 8, وفي الأصل: "يقولون بأنفسهم". [2] في الأصل: "إلا لعبارة". [3] وقد سبق تخريج الأثر قريبًا. [4] الملك: الآية 13، وتمامها: {إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} . [5] في شرح الكوكب: لأن الإسرار نقيض الجهر. [6] في الأصل: "ذكرتهم هو", وهو خطأ بين لا تستقيم به العبارة، والتصحيح من: شرح الكوكب المنير: "16/2". [7] في شرح الكوكب المنير: المُصَحَّحَة: "16/2". [8] في شرح الكوكب المنير: إذ من لم يُتَصور منه معنى ما يقول: "16/2". [9] محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي, ثم الدمشقي، الفقيه الأصولي، المفسر النحوي، العارف، شمس الدين أبو عبد الله بن القيم الجوزية، ولد سنة 691 هـ، له "تهذيب =
اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 77