اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 69
مسألة الحرف والصوت
ثم من هؤلاء من عرف أن الحروف والأصوات لا تكون إلا متعاقبة، والصوت لا يبقي زمانين، فضلًا عن أن يكون قديمًا, فقال: القديم معنى واحد لامتناع معانٍ لا نهاية لها، وامتناع التخصيص بعدد دون عدد, فقالوا: هو معنى واحد, وقالوا: معنى التوراة والإنجيل والقرآن معنى[1] واحد، ومعنى آية الكرسي, والدَّين واحد[2]، ومنهم من قال: إنه حروف وأصوات قديمة الأعيان، لم تزل ولا تزال، وأن الباء لم تسبق السين, والسين لم تسبق الميم، وأن الحروف مقرونة ببعضها اقترانًا قديمًا أزليًا، لم يزل ولا يزال، وهي متراتبة في حقيقتها وماهيتها، غير متراتبة في وجودها3.
وقال كثير منهم: إنها مع ذلك شيء واحد، إلى غير ذلك من اللوزام التي يقول جمهور العقلاء[5]: إنها معلومة الفساد بضرورة العقل. [1] في الأصل: "معنى والقرآن"، ومع الإشارة للتقديم والتأخير. [2] شرح الكوكب المنير: "22/2-23"، مجموعة الرسائل والمسائل: "20/3، 148"، فتاوى شيخ الإسلام: "49/12"، شرح الفقه الأكبر: "صـ 28"، أصول الدين: "صـ 108"، الغنية: "83/1"، شرح الطحاوية: "صـ 180".
3شرح الكوكب المنير: "23/2"، مجموعة الرسائل المنيرية: "20/3، 20، 21، 28، 44، 148، 156"، الإنصاف: "صـ 111"، شرح الطحاوية: "صـ 180".
4شرح الكوكب المنير: "23/2": وزاد: "ومن هؤلاء من يقول: هو قديم، ولا يفهم معنى القديم", شرح الكوكب المنير: "24/2".
كلام الطوفي في الحقيقة والمجاز في كلام الله عز وجل
قال الإمام الطوفي[5] من الحنابلة: إنما كان حقيقة في العبارة, مجازًا في مدلولها، لوجهين:
أحدهما: أن المتبادر إلى فهم أهل اللغة من إطلاق الكلام, إنما هو العبارة، والمتبادر دليل الحقيقة.
الثاني: أن الكلام مشتق من الكلم، لتأثيره في نفس السامع، والمؤثر في نفس السامع إنما هو العبارة لا المعاني النفسية بالفعل."6/ب" [5] هو سليمان بن عبد القوي بن عبد الكريم, نجم الدين الطوفي الحنبلي البغدادي، الفقيه الأصولي المتفنن، صاحب مختصر الروضة الأصولية, وشرحها، وشرح الخرقي، توفي سنة 710 هـ, المدخل لابن بدران: "صـ207".
اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 69