اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 103
يخفى على المتفطن في الأحكام الدينية، فوجب حمل كلام الشيخ على أنه أراد [به] [1] المعنى الثاني، فيكون الكلام النفسي عنده أمرًا شاملًا للفظ والمعنى[2]جميعًا، قائمًا بذاته تعالى، وهو مكتوب في المصاحف، مقروء بالألسن، محفوظ في الصدور، وهو غير الكتابة, والقراءة, والحفظ, الحادثة, وما يقال من أن الحروف والألفاظ مرتبة متعاقبة، فجوابه: إن ذلك الترتيب3 إنما هو في التلفظ؛ بسبب عدم مساعدة الآلة، فالتلفظ حادث، والأدلة الدالة على الحدوث يجب حملها على حدوثه[4] دون حدوث الملفوظ، جمعًا بين الأدلة، وهذا الذي ذكرناه, وإن كان مخالفًا لما عليه متأخرو أصحابنا، إلا أنه بعد التأمل تعرف حقيقته, تم كلامه[5].
وهذا الحمل لكلام الشيخ[6]، هو [مما] [7] اختاره محمد الشهرستاني[8]، في كتابه المسمى "بنهاية الإقدام"[9]، ولا شبهة في أنه أقرب إلى الأحكام الظاهرة المنسوبة إلى قواعد الملة, انتهى[10]. [1] زيادة من شرح المواقف, ليست في الأصل. [2] في الأصل: لمعنى، والتصحيح من شرح المواقف. [4] في الأصل: المتراتب، والتصحيح من شرح المواقف. [5] في الأصل: حدوث, والتصحيح من شرح المواقف. [6] أي: كلام صاحب المواقف، عبد الرحمن بن أحمد الإيجي لكن من مصنَّفٍ آخر غير المواقف. [7] أي: الأشعري. [8] زيادة من شرح المواقف، ليست في الأصل. [9] محمد بن عبد الكريم بن أحمد، أبو الفتح الشهرستاني: من فلاسفة الإسلام, كان إماما في علم الكلام، وأديان الأمم، ومذاهب الفلاسفة، يلقب بالأفضل, ولد في شهرستان, بين نيسابور وخوارزم, سنة 479هـ، وانتقل إلى بغداد سنة 510 هـ، فأقام ثلاث سنين، وعاد إلى بلده، وتوفي بها سنة 548 هـ, له: "الملل والنحل", و"نهاية الإقدام في علم الكلام", وغيرها, الأعلام: "215/6". [10] انظر: نهاية الإقدام في علم الكلام: "صـ 313-331", و"صـ 313-317".
11 شرح المواقف: "364/2".
اسم الکتاب : العين والأثر في عقائد أهل الأثر المؤلف : ابن فَقِيه فُصَّة الجزء : 1 صفحة : 103