اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 97
تولية عثمان عبد الله بن عامر بن كريز
10- وأما عبد الله بن كريز؛ فولاه -كما قال- لأنه كريم العمات والخالات[105].
= رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنه من زهاد الأنصار، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة: 189: 3: وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سيرة الولاة، وكان رعيته يحبونه، وقد ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم، وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم، وتلعنونهم ويلعنونكم"، ولم يتسع المقام هنا لأكثر من هذا، وسنكمل الصورة الحقيقية لمعاوية عند ذكر خلافته لتعلم إلى أي حد كنا مخدوعين بأكاذيب أعداء الصدر الأول للإسلام، هذا قطعة من حديث صحيح كما سنرى فيما بعد. "خ".
104 هو عبد الله بن عامر بن كريز، توفي سنة 59هـ / 678م على أصح الروايات "الذهبي: العبر: 67/1". "س". [105] هو عبشمي الآباء، هاشمي الخؤولة، فإن أم أبيه أروى بنت كريز أمها البيضاء بنت عبد الملطلب بن هاشم عمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولما وُلِدَ أتي به إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال لبني عبد شمس: "هذا أشبه بنا منه بكم" ثم تفل في فيه فازدرده، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: "أرجو أن يكون مسقيًّا *" فكان لا يعالج أرضًا إلا ظهر منها الماء. ونشأ سخيًّا كريمًا شجاعًا ميمون النقيبة كثير المناقب، افتتح خراسان كلها، وأطراف فارس، وسجستان، وكرمان حتى بلغ أعمال غزنة، وقضى على يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس، ويعتقد الإيرانيون أن سلسلة ملوكهم بدأت بآدمهم الذي يسمونه "جيومرت" فلم يزل ملك أولاده منتظمًا على سياق إلى أن كان القضاء الأخير عليه بسلطان الإسلام في خلافة أمير المؤمنين عثمان بجهاد هذا العبشمي الآباء الهاشمي الخؤولة عبد الله بن عامر بن كريز.
وهي حرقة في قلوب أهل النزعة المجوسية على الإسلام، وعلى عثمان وابن كريز، فهم يحقدون على هؤلاء ويحاربونهم إلى اليوم بسلاح الكذب، والبغض، والدسائس، وسيستمر ذلك إلى يوم القيامة، أما صادقو الإسلام ممن أنجبت إيران أيام كانت شافعية المذهب، ولما كان ينبغ منها علماء السنة المحمدية قبل ذلك، وفيهم كبار الأئمة والمحدثون والفقهاء، فقد نزهوا قلوبهم عن أن يكون فيها غل للذين آمنوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم حتى فتح الله الأقطار على أيديهم، وهدى الأمم بسببهم، فهم يحبونهم ويجلونهم على أقدارهم، ونحن لا ندعى العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله
=
* روى ابن عبد البر -كما جاء في الإصابة لابن حجر- نحو هذين الحديثين.
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 97