responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 94
الصحابة[101].

= والقائلون بأن القصر للندب لا للوجوب لا حجة قاطعة لهم، والأحاديث التي يحتجون بها غير صحيحة، ومن أراد التحقق من ذلك فليراجع كتاب نيل الأوطار للشوكاني: 213/3.
وقد أنكر جماعة من الصحابة على عثمان لما أتم بمنىً، وتأولوا له تأويلات، قال ابن القيم: أحسنها أنه كان قد تأهل بمنىً، والمسافر إذا أقام بموضع وتزوج فيه، أو كان له زوجة أتمَّ، وقد روى أحمد عن عثمان أنه قال: أيها الناس لما قدمت تأهلت بها، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إذا تزوج رجل ببلد فليصل به صلاة مقيم"، وقد أعلَّ البيهقي هذا الحديث بانقطاعه، وفي إسناده عكرمة بن إبراهيم وهو ضعيف كما قال البيهقي.
قال في الفتح: هذا حديث لا يصح؛ لأنه منقطع، وفي رواته من لا يُحتَجُّ به.
وكذلك لا يصح ما نسب إلى عثمان أنه إنما ترك القصر خشية من أن يظن بعض الأعراب أن الصلاة للمقيم ركعتين، راجع هامش صـ 64.
وإذا صح أن عائشة رضي الله عنها تأولت ما تأول عثمان رضي الله عنه فكان يصلي في السفر أربعًا، فيصدق عليها ما سبق، وقلناه في عثمان رضي الله عنه من أنها اجتهدت فأخطأت كما أخطأ الخليفة الراشد، والعصمة للأنبياء فقط."م".
[101] نقل محمد بن يحيى الأشعري المالكي المعروف بابن بكر: 674-741 في كتابه "التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان" وهو من مخطوطات دار الكتب المصرية "برقم 23 تاريخ" أنه روى عن جماعة من الصحابة إتمام الصلاة في السفر، منهم عائشة وسلمان وأربعة عشر من الصحابة، وفي أبواب التقصير من صحيح البخاري: ك 18 ب 5-ج 2، صـ 36 حديث الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة أنها قالت: "الصلاة أول ما فرضت ركعتان، فأقرت صلاة السفر، وأتمت صلاة الحضر" قال الزهري: فقلت لعروة: ما بال عائشة تتم؟ قال: ثم تأولت ما تأول عثمان، وفي مسند أحمد: 94:4 عن عباد بن عبد الله بن الزبير قال: لما قدم علينا معاوية حاجًّا قدمنا معه مكة، فصلى بنا الظهر ركعتين، ثم انصرف إلى دار الندوة، وكان عثمان حين أتم الصلاة إذا قدم مكة صلى بها الظهر والعصر والعشاء الآخرة أربعًا أربعًا، فإذا خرج إلى منىً وعرفات قصر الصلاة، فإذا فرع من الحج وأقام بمنىً أتم الصلاة حتى يخرج من مكة، فلما صلى بنا "أي معاوية" الظهر ركعتين نهض إليه مروان وعمر بن عثمان فقالا له: ما عاب أحد ابن عمك بأقبح مما عبته. قال لهما: وما ذاك؟ فقالا له: لم تعلم أنه أتم الصلاة بمكة، "فذكرهما أنه صلاهما مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر وعمر".
قالا: فإن ابن عمك كان أتمها، "والظاهر أن معاوية رأى أن القصر رخصة، وأن المسافر على التخيير، فصلى العصر أربعًا"."خ".
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست