responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 85
أبو ذر ومسيره إلى الربذه

لما زادت الرعية، واجتاز أصله للحاجة إليه جازت الزيادة؛ لزيادة الحاجة.
5- وأما نفيه* أبا ذر إلى الربذة فلم يفعل [86]، كان أبو ذر زاهدًا،

من حديث الصعب بن جثامة في كتاب المساقاة: ك 42 ب 11، وكتاب الجهاد: ك 56 ب 146 من صحيحه، ورواه الإمام أحمد في مسنده: 71: 4 و73 الطبعة الأولى، من حديث الصعب بن جثامة أيضًا، وقد حمى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مكانًا يسمى "النقيع" وهو "نقيع الخضمات" كما في مسند الإمام أحمد: 91: 2، 155، 157 الطبعة الأولى- رقم 5655 و 6438 و 6464 الطبعة الثانية من حديث أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر العمري عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حمى النقيع للخيل، قال حماد بن خالد راوي هذا الحديث عن عبد الله بن عمر العمري: يا أبا عبد الرحمن خيله؟ قال: خيل المسلمين "أي المرصودة للجهاد، أو ما يملكه بيت المال". والنقيع هذا في المدينة على عشرين فرسخًا منها ومساحته ميل في ثمانية أميال كما في موطأ مالك برواية ابن وهب، ومعلوم أن الحال استمر في خلافة أبي بكر على ما كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن أبا بكر لم يخرج عن شيء كان عليه الحال في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لا سيما وأن حاجة الجهاد إلى الخيل والإبل زادت عن قبل.
وفي زمن عمر اتسع الحمى، فشمل "سرف" "والربذة"، وكان لعمر عامل على الحمى هو مولى له يدعى هنيًّا، وفي كتاب الجهاد من صحيح البخاري: ك 56 ب 180 من حديث زيد بن أسلم عن أبيه نص وصية أمير المؤمنين عمر لعامله هذا على الحمى بأن يمنع نعم الأثرياء كعبد الرحمن بن عوف وعثمان بن عفان، وأن يتسامح مع رب الغنيمة ورب الصريمة؛ لئلا تهلك ماشيتهما.
وكما اتسع عمر في الحمى عما كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأبي بكر؛ لزيادة سوائم بيت المال في زمنه، اتسع عثمان بعد ذلك؛ لاتساع الدولة وازدياد الفتوح، فالذي أجازه النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسوائم بيت المال، ومضى على مثله أبو بكر وعمر، يجوز مثله لبيت المال في زمن عثمان، ويكون الاعتراض عليه اعتراضًا على أمر داخل التشريع الإسلامي، ولما أجاب عثمان على مسألة الحمى عندما دافع عن نفسه على ملأ من الصحابة أعلن أن الذين يلون له الحمى اقتصروا فيه على صدقات المسلمين يحمونها لئلا يكون بين من يليها وبين أحد تنازع، وأنهم ما منعوا ولا نحوا منها أحدًا. وذكر عن نفسه أنه قبل أن يلي الخلافة كان أكثر العرب بعيرًا وشاء، ثم أمسى وليس له غير بعيرين لحجه، وسأل من يعرف ذلك من الصحابة: أكذلك؟ قالوا: اللهم نعم. "خ".
[86] وإنما اختار أبو ذر أن يعتزل في الربذة فوافقه عثمان على ذلك، كما سيأتي في صـ 88، وأكرمه وجهزه بما فيه راحته. "خ".
* وفي نسخة "د": بعثه. "س".
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست