responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 64
موقف الصديق من مانعي الزكاة

"والله لو منعوني عقالًا كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقاتلتهم عليه، والله لأقاتلن من فرق بين الزكاة والصلاة"[34].
قيل: ومع من تقاتلهم؟ قال: "وحدي، حتى تنفرد سالفتي"[35].
وقدم الأمراء على الأجناد والعمال في البلاد مختارًا لهم، مرتئيًا فيهم، فكان ذلك من أسدِّ عمله، وأفضل [مقدمه] [36].

[34] لما مضى جيش أسامة في طريقه إلى شرق الأردن جعلت وفود القبائل تقدم المدينة، يقرون بالصلاة ويمتنعون عن أداء الزكاة، قال ابن كثير "311: 6": ومنهم من احتج بقوله تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} [التوبة: 103] . قالوا: فلسنا ندفع زكاتنا إلا إلى من صلاته سكن لنا، وقد تكلم الصحابة مع الصديق في أن يتركهم وما هم عليه من منع الزكاة ويتألفهم حتى يتمكن الإيمان في قلوبهم ثم هم بعد ذلك يزكون، فامتنع الصديق من ذلك وأباه، وقد روى الجماعة في كتبهم -سوى ابن ماجه- عن أبي هريرة أن عمر بن الخطاب قال لأبي بكر: علام تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها؟ " فقال أبو بكر: والله لو منعوني عناقًا "وفي رواية: عقالًا" كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأقاتلنهم على منعها، إن الزكاة حق المال، والله لأقلاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة" قال عمر: "فما هو إلا أن رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال، فعرفت أنه الحق"، وهذا الحديث في مسند أحمد: "11: 1، 19، 53-36 الطبعة الأولى-ج1 رقم 67، 117، 239 الطبعة الثانية" من حديث عبيد بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة، وفي البداية والنهاية: "312: 6" قال القاسم بن محمد "ابن أبي بكر الصديق، وهو أحد الفقهاء السبعة": اجتمعت أسد وغطفان وطيء على طليحة الأسدي، وبعثوا وفودًا إلى المدينة فنزلوا على وجوه الناس، فأنزلوهم إلا العباس، فحملوهم إلى أبي بكر على أن يقيموا الصلاة ولا يؤتوا الزكاة، فعزم الله لأبي بكر على الحق، وقال: "لو منعوني عقالًا لجاهدتهم". "خ".
[35] السالفة: صفحة العنق، وهما سالفتان من جانبيه، ولا تنفرد إحداهما عما يليها إلا بالموت. "خ".
[36] غير الشيخ محب النص اجتهادًا منه فكتب عمله وأفضل ما قدمه للإسلام، وهو في جميع النسخ كما أثبتنا، ولكنه لم ينبه إلى ما عمله في النص "صفحة 47". "س".
37 وفي طليعة هؤلاء القواد: أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح الفهري، وعمرو بن العاص السهمي، وخالد بن الوليد المخزومي، وخالد
=
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست