اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 61
موقفه في سقيفة بني ساعدة
عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144] .
فخرج الناس يتلونها في سكك المدينة، كأنها لم تنزل إلا ذلك اليوم26.
واجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة يتشاورون، ولا يدرون ما يفعلون، "وبلغ ذلك المهاجرين" فقالوا: نرسل إليهم يأتوننا، فقال أبو بكر: بل نمشي إليهم، فسار إليهم المهاجرون، منهم أبي بكر وعمر وأبو عبيدة، فتراجعوا الكلام, فقال بعض الأنصار: منا أمير ومنكم أمير[27], فقال أبو بكر كلامًا كثيرًا مصيبًا، يكثر ويصيب, منه: نحن الأمراء وأنتم الوزراء، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الأئمة من قريش" [28] وقال: "أوصيكم بالأنصار خيرًا: أن تقبلوا
26رواه البخاري في كتاب فضائل الصحابة من صحيحه: "ك62, ب 5, ج 4, صـ 194" من حديث عائشة، وفي البداية والنهاية للحافظ ابن كثير: "242: 5" من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أحد أعلام المسلمين، عن أبيه أحد العشرة المبشرين بالجنة، عن عائشة أم المؤمنين التي وقعت هذه الحوادث في بيتها، وفي المسجد النبوي الذي يطل بيتها عليه. وجميع دواوين السنة سجلت هذا الموقف العظيم للصديق الأكبر بأصح الأحاديث، وألفاظها قريب بعضها من بضع. "خ". [27] الذي قال ذلك من خطباء الأنصار الحباب بن المنذر، وقد تقدم في هامش 21 صـ 56. "خ". [28] الحديث في مسند الطيالسي برقم 926, عن أبي برزة، وبرقم 2133 منه عن أنس، وفي كتاب الأحكام من صحيح البخاري: "ك 93، ب 2، ج 8، صـ 104-105" عن معاوية أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين".
وعن ابن عمر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقى منهم اثنان", وفي مسند الإمام أحمد 129: 3 الطبعة الأولى عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام على باب البيت ونحن فيه فقال: "الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقا ... إلخ", ورواه الإمام أحمد أيضًا في المسند 183: 3 الطبعة الأولى عن أنس قال: كنا في بيت رجل من الأنصار، فجاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى وقف، فأخذ بعضادة الباب فقال: " الأئمة من قريش، ولهم عليكم حق، ولكم مثل ذلك ... إلخ" الإمام أحمد كذلك 421: 4، الطبعة الأولى، عن أبي برزة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: "الأئمة من قريش: إذا استرحموا
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 61