responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 254
حكا حين قال" احتجبي منه يا سودة475 "، وهذا يدل على أن الزنا يتعلق به من حرمة الوطء ما يتعلق بالنكاح الصحيح. هكذا قال الكوفيون. ومالك في رواية ابن القاسم يساعدهم على المسأة ولا يساعدهم على دليلها من هذا الوجه، وقد بينها في كتاب النكاح. وقال الشافعي: العدر في أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم لسودة بالاحتجاب مع ثبوت نسبة من زمعة وصحة أخوته لها بدعوى عبد أن لك تعظيم لحرمة أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهم لم يكن كأحد من النساء في شرفهن وفضلهن.
قلنا: لو كان أخاها بنسب ثابت صحيحت كما قلتم، ويكون قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم:"الولد للفراش" تحقيقا للنسب لما منع النبي صلى الله عليه وآله وسلم سودة منه، كما لم يمنع عائشة من الرجل الذي قالت: هو أخي من الرضاعة، وإنما قال:"انظرن من إخوانكن".
وأما ما روى عن سعيد بن المسيب، فأخبر عن مذهبه في أن هذا الاستلحاق ليس بصحيح، وكذلك رأى غيره من الصحابة والتابعين. وقد صارت المسأة إلى الخلاف بين الأمومة وفقهاء الأمصار، فخرجت من حد الانتقاد إلى حد الاعتقاد. وقد صرح مالك في كتاب افسلام وهو الموطأ بنسبه فقال في دولة بني العباس زياد بن أبي سفيان. ولم يقل كما يقول المخاذل زياد بن أبيه هذا على أنه لا يرى النسب يثبت بقول واحد، ولكن في ذلك فقه بديع لم يتفطن له أحد، وهو أنها لما كانت مسألة خلاف،

475 في كتاب الأقضية من موطأ مالك ب21 ص740 عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عاشة قالت: كان عتبة بن ابي وقاص عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقاص أن ابن ولية زمعة مني جاريته، فأقبضه إليك. قالت فلما كان عام الفتح أخذه سعد وقال: ابن أخي، ق كان عهد إلي فيه. فقالم إليه عبد بن زمعة فقال: أخي، وابن وليدة أبي، ولد على فراشه. فتساوقا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال سعد: يا رسول الله، ابن أخي، قد كان عهد إلي فيه. وقال عبد بن زمعة: أخي، وابن وليدة أبي، ولد على فراشه. فقال رسول الله صل الله عليه وآله وسلم: "وهو لك يا عبد بن زمعة". ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: "الولد للفراش، وللعاهر الحجر". ثم قال لسودة بنت زمعة:"احتجبي منه" لما رأى من شهبة بعتبة بن أبي وقاص. قالت: فما رأها حتى لقي الله عز وجل. وأخرجه البخاري. ك34 ب3 ومسلم. ك17 ب10ح36.خ.
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست