responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 244
وطلب الابتداء في الانتهاء، والاستقامة من أهل[449] الاعوجاج، ونضارة الشيبة في هشيم المشيخة. ليس حوله مثله، ولا له من الأنصار من يرعى حفه، ولا من يبذل نفسه دونه، فأردنا أن نطهر الأرض من خمر يزيد[450] فارقنا دم الحسين، فجاءتنا مصيبة لا يجبروها سرور الدهر[451].
وما خرج إليه أحد إلا بتأويل، ولا قاتلوه إلا بما سمعوا من جده المهيمن على الرسل، المخبر بفساد الحال، المحذر عن الدخول في الفتن. وأقوال في ذلك كثيرة: منها ما روى مسلم عن زياد بن علاقة عن عرفجة بن شريح

=
بذلك، وصار سببا لشر عظيم، وكان قتل الحسين مما أوجب الفتن. انظر المنتقى من منهاج السنة ص287-288
أما الشيخ الخضري فإنه عقل على حاديث قتل الحسين قائلا:
وعلى الجملة أن الحسين أخطأ خطأ عظيما في خروجه هذا الذي جر على الأمة وبال الفرقة والاختلاف وزعزع عماد الفتاها إلى يومنا هذا.
وقد أكثر الناس من الكتابة في هذه الحاديث لا يريدون بذلك إلا أن تشتعل النيران في القلوب. فيشتد تباعدها. وغاية ما في الأمر أن الرجل طلب أمرا لم يتهيأ له، ولم يعد له عدته، فحيل بينه وبين ما يشتهي وقتل دونه. وقبل ذلك قتل أبوه فلم يجد من أقلام الكاتبين من يبشع أمر قتله، ويزيدون نار العداوة تأجيجا.
والحسين قد خالف يزيد، وقد بايعه الناس، ولم يظهر عنه ذلك الجور ولا العسف عند إظهار الخلاف حتى يكون في الخروج مصلحة للأمة محاضرات الخضري تاريخ الأمم الإسلامية 235/2.م.
[449] وكتبها الشيخ محب الاستقامة في الاعوجاج. س.
[450] يزعم مثيري الفتنة الذين يشهدون بغير ما علموا.
[451] لا أدري سبا معقلا لتضخيم هذه المصيبة على الرغم من فداحتها بعد زوال الأمويين وملكهم؟ فهي مهما كان من أمرها لا تعد شيئا مذكورا بجانب المصيبة باستشهاد الخلفاء عمر وعثمان وعلي رضي الله تعالى عنهم فلماذا لا يقمون عليهم- إذا كانوا مخلصين للإسلام- كل عام مآتما وعويلا. بعرفهم في تجديد المصيبة وإحياء ذكرها؟!
ولا أدري أيضا كيف يصح إقامة مثل هذه المآتم، وقد جاء النهي في أحاديث كثيرة عن الصباح وشق الجيوب ولطم الخدود وغير ذلك من العادات الجاهلية! ولكن لعن الله السياسة المتفاهفة كيف تضلل أصحابها وتسبب لهم العذاب في الدنيا قبل الآخرة قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً} .
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست