اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 237
أرسل مسلم بن عقيل- ابن عمه- إليهم ليأخذ عليهم البيعة وينظرو هو في أتباعه، فنهاه ابن عباس وأعلمهم أنهم خذبوا أباه وأخاه، واشار عليه ابن الزبير با لخروج فخرج، فلم يبلغ الكوفة إلا مسلم بن عقيل قد قتل وأسلمه من كان استدعاه. ويكفيك بهذا عظة لمن اتعظ. فتمادى واستمر غضبا للدين وقياما بالحق. ولكنه- ري الله عنه- لم يقبل نصيحة أعلم أهل
ما دام الحسين معهم فصار الحسين أثقل خلق الله على ابن الزبير. الطبري 196:6-197 وانظر 216:6-217. وأما المشفقون على الحسين من هذا الخروج المشئوم فهم جميع أحبائه وذوي قرابته والناصحين له والمتحررين سنة افسلام في مثل هذا الموقف، كل هؤلاء نهوه عن مسيرهوحذروه من عواقبه، وفي طلعتهم أخوه محمد بن الحنفية. الطبري 190:6-191 وابن عم أبيه حبر الأمة عبد الله بن العباس. الطبري 216:6-217 وابن عمه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب 219:2 وقد بلغ الأمر بعبد الله بن جعفر أن حمل والي يزيد على مكة وهو عمرو بن سعيد بن العاص على أن يكتب للحسين كتاب الأمان ويمنيه فيه البر والصلة ويسأله الرجوع، فأجابه والي مكة إلى كل ما طلب وقال له اكتب ما تشاء وأنا أختم على الكتاب، فكتبه وختمه الوالي، وبعث به إلى الحسين مع أخيه يحيى بن سعيد بن العاص، وذهب عبد الله بن جعفر بمع يحيى، وجهدا بالحسين أن يثنياه عن السفر فأبى وصورة كتاب الوالي في تاريخ الطبري 219:6-220، وليس فوق هؤلاء الناصحين أحد في عقلهم وعلمهم ومكانتم وإخلاصهم، بل أن عبد الله بن مطيع داعية بن الزبير كان من ناصحيه** بعقل وإخلاص الطبري 196:6 وعمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي كان على هذا الرأي. الطبري 215:6-216 والحارث بن خالد بن العاص بن هشام لم يأله نصحا 216:6 وحتى الفرزدق الشاعر قال له: قلوب الناس معكم وسيوفهم مع بني أمية. الطبري 218:6 فلم يفد شيء من هذا الجهود في تحويل الحسين عن هذا السفر الي كان مشئوما عليه، وعلى الإسلام، وعلى الأمة الإسلامية إلى هذا اليوم وإلى قيام الساعة، وكل هذا بجناية شيعته الذين حرضوه بجهل وغرور ورغبة في الفتنة والفرقة والشر، ثم خذلوه بجبن ونذالة وخيانة وغدر. ولم يكتف ورثتهم بمافعل أسلافهم فعكفوا على تشويه التاريخ وتحريف الحقائق ورد الأمور على أدبارها. خ.
دـ
** كيف يتفق قول الأستاذ الخطيب رحمه اله فيما مضى أن ابن الزبير كان يشجع الحسين رضي الله عنه- على الخروج إلى العراق، ثم يروح يقول هنا بأن داعيته ابن مطيع نصحه بعدم الخروج!!
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 237