responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 201
أبا بكر فليصل بالناس " وما قدمنا من تلك الأحاديث[369].
لقد اقتحموا عظيما، ولقد افتروا كبيرا. وما جعلها عمر شورى إلا اقتداء بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وبأبي بكر، إذ قال: إن استخلف فقد استخلف من هو خير مني، وإن لم أستخلف فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يستخلف[370]. فما رد هذه الكلمات أحد. وقال: اجعلها شورى في النفر الذين توفى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو عنهم راض371. وقد رضى الله عن أكثر منهم، ولكنهم كانوا خيار الرضا، وشهد لهم بالأهلية للخلافة.
وأما قولهم تحيل ابن عوف حتى ردها لعثمان، فلئن كانت حيلة ولم يكن سواه فلأن الحول ليس إليه[372].. وإذا كان عمل العباد حيلة أو كان القضاء بالحول والقوة لله. وقد علم كل أحد أنه لا يليها إلا واحد، فاستبد عبد الرحمن بن عوف ب الأمر- بعد أن أخرج نفسه- على أن يجتهد للمسلمين في الأسد والأشد، فكان كما فعل، وولا ها من استحقها، ولم يكن غيره أولى منه بها، حسبما بينا في مراتب الخلافة من أنوار الفجر[372]،وفي غيره من كتب الحديث.

[369] في كتاب الإمارة من صحيح مسلم ك33 ح11 و12 ج6 ص4-5 من حديث عروة بن الزبير عن ابن عمر، ومن حديث سالم عن ابن عمر. وفي مسند أحمد 42:1 رقم299 عن عروة بن عمر، و 46:1 رقم322 عن حميد بن عبد الرحمن عن ابن عباس، و47:1 رقم 332 عن الزهري عن سالم عن ابن عمر. خ
[370] من حديث عمرو بن ميمون المطول في كتاب فضائل الصحابة من صحيح البخاري ك62 ب8ج 4 ص204-207.
[372] بل إلى الله. وأن الله هو الموفق لابن عوف وسائر إخوانه الصحابة حتى كانوا في ذلك الموقف على ما أراده الله لهم من صفاء النية وإخلاص القصد والعمل لله وحده، فكان اختيار خليفة عمر في حاديث الشورى مثلا أعلى للنفس الإنسانية عندما تكون في أعلى مراتب النبل، والتجرد عن جميع خواطر الهوى.
373 هو التفسير الكبير لابن العربي في ثمانين مجلدا. خ.
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست