اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 152
خبر الحوأب وثبوت صحة الحديث
فجاءوا إلى ماء الحوأب[237]، ونبحت كلابه، فسألت عائشة، فقيل لها: هذا ماء الحوأب، فردت خطامها عنه، وذلك لما سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أيتكن صاحبة الجمل الأَدْبَب [238]، والتي تنبحها كلاب الحوأب" فشهد طلحة والزبير أنه ليس هذا ماء الحوأب[239]، وخمسون رجلًا إليهم[240] وكانت أول شهادة زور دارت في الإسلام[241]. [237] الحوأب من مياه العرب على طريق البصرة. قاله أبو الفتح نصر بن عبد الرحمن الإسكندري فيما نقله عنه ياقوت في معجم البلدان، وقال أبو عبد البكري في معجم ما استعجم: ماء قريب من البصرة، على طريق مكة إليها، سمي بالحوأب بنت كلب بن وبرة القضاعية. "خ". [238] الأَدْبَب: الأَدبّ "أظهر الإدغام لأجل السجعة"، والأدبّ: الكثير وبر الوجه. قاله ابن الأثير في النهاية. "خ". [239] هذا الخبر عن الصحابي الجليل الزبير عارٍ عن الصحة. وقد ذكر الإمام ابن كثير في البداية والنهاية: 212/6 خلافه فقال:
روى أبو نعيم بن حماد في الملاحم -وقد أسنده- ثم روى أحمد -وقد أسنده- عن أبي حازم أن عائشة لما أتت على الحوأب، فسمعت نباح الكلاب فقالت: "ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لنا: "أيتكن ينبح عليها كلاب الحوأب"، فقال لها الزبير: ترجعين؟ وعسى الله أن يصلح بك بين الناس، قال ابن كثير: وهذا إسناد على شرط الصحيحين ولم يخرجوه. "م". [240] لم يشهدوا، ولم تقل عائشة، ولم يقل** النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وسنبين ذلك في موضعه من العاصمة فيما بعد. "خ". [241] شهادة الزور تصدر عن رعاع لا يخافون الله كأبي زينب وأبي المورع كما تقدم، وتصدر عمن يزعم لنفسه أنه قادر على خلق شخصية لم يخلقها الله كالذي اخترع اسم ثابت مولى أم سلمة كما تقدم، أما طلحة والزبير المشهود لهما بالجنة من نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا ينطق عن الهوى- فكانا أسمى أخلاقًا وأكرم على أنفسهما وعلى الله من أن يشهدا زورًا، وهذه الفرية عليهما من مبغضي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليست أول فرية لهم في الإسلام، ولا آخر ما يفترونه من الكذب عليه وعلى أهله. "خ".
** لقد صح حديث الحوأب كما نرى ذلك واضحًا عما قريب. "م".
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 152