اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 140
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= من المهاجرين، حرمتك حرمة رجل، وغناؤك غناء رجل. ولكن انتظر ميعاد بني عمرو بن عوف، فعسى الله أن يدفع بك". قال: فقام أبو هريرة فقال: "أيها الناس، لقد سمعت أذناي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "تكون بعدي فتن وأحداث" فقلت: وأين النجاء منها يا رسول الله؟ قال: "الأمير وحزبه" وأشار إلى عثمان**. فقال القوم: ائذن لنا فلنقاتل، فقد أمكنتنا البصائر. فقال عثمان: "عزمت على أحد كانت لي عليه طاعة ألا يقاتل". قال: فبادر -أي سبق- الذين قتلوا عثمان ميعاد بني عمرو بن عوف فقتلوه.
وبنو عمرو بن عوف قبيل كبير من الخزرج أحد فرعي الأنصار، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند وصوله إلى المدينة مهاجرًا من مكة نزل ضيفًا عليهم ثلاثة أيام ثم انتقل إلى بني النجار. "خ".
** رواه البيهقي في دلائل النبوة. "م".
* وهذه المواقف المشرفة للصحابة رضوان الله عليهم تلقم خصوم الإسلام الذين يقولون بأن الصحابة كلهم كانوا راضين بقتل عثمان، ويتبرؤون منه حتى تركوه، ولم يدافعوا عنه، كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا.
وقد ثبت في نهج البلاغة من كلام علي بن أبي طالب أنه قال: "والله دفعت عنه".
وقد نقل البلاذري في كتابه: أنساب الأشراف: 103: 5 عن المدائني عن سلمة بن عثمان عن علي بن زيد عن الحسن قال: "دخل علي بن أبي طالب على بناته وهن يمسحن عيونهن، فقال: مالكنَّ تبكين؟ قلن: نبكي على عثمان، فبكى وقال: ابكين".
وروى ابن السمان عن قيس بن عباد قال: سمعت عليًّا يوم الجمل يقول: "اللهم أبرأ إليك من دم عثمان، وقد طاش عقلي يوم قتل عثمان، وأنكرت نفسي، وجاءوني للبيعة فقلت: ألا تستحي من الله أن أبايع قومًا قتلوا رجلًا قال له رسول الله: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة". رواه مسلم.
وقد جاء في العقد الفريد لابن عبد ربه عبارة تصور موقف علي من مقتل عثمان أحسن تصوير قال سعيد الخزاعي:
لقيت عليًّا بعد الجمل، فقلت له: إني سائلك عن مسألة كانت منك ومن عثمان، فإن نجوت اليوم نجوت غدًا إن شاء الله، قال: سل عما بدا لك، قلت: أخبرني أي منزلة وسعتك إذ قتل عثمان ولم تنصره؟ قال: إن عثمان كان =
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 140