اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 117
ذلك باطل[137]. [وإن] كان لم يفعل فالصحابة متوافرون، والأمر في [137] بشهادة ابنه القماذبان، روى الطبري: "34:5-44 مصر، و2801:1 طبعة أوربا" عن سيف بن عمر بسنده إلى أبي منصور قال: سمعت القماذبان يحدث عن قتل أبيه ... قال: "فلما ولي عثمان دعاني، فأمكنني منه "أي من عبيد الله بن عمر بن الخطاب"، ثم قال: يا بني هذا قاتل أبيك، وأنت أولى به منا، فاذهب فاقتله". فخرجت به وما في الأرض أحد إلا معي، إلا أنهم يطلبون إلي فيه، فقلت لهم: إلى قتله؟ قالوا: نعم. وسبوا عبيد الله. فقلت: أفلكم أن تمنعوه؟ قالوا: لا. وسبوه. فتركته لله ولهم. فاحتملوني، فوالله ما بلغت المنزل إلا على رؤوس الرجال وأكفهم". هذا كلام ابن الهرمزان، وإن كل منصف يعتقد، "ولعل ابن الهرمزان أيضًا كان يعتقد" أن دم أمير المؤمنين عمر في عنق الهرمزان، وأن أبا لؤلؤة لم يكن إلا آلة في يد هذا الفارسي، وأن موقف عثمان وإخوانه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من هذا الحادث لا نظير له في تاريخ العدالة الإنسانية."خ".
= وفي خلافة عثمان أنشيء أول أسطول إسلامي، وأول من فكر في ذلك معاوية بن أبي سفيان، وكان واليًا على الشام، استعان بهذا الأسطول على غزو قبرص، وأخذ الجزية من أهلها.
ولقد اقتدى عبد الله بن سعد والي مصر بمعاوية، فأنشأ هو الآخر أسطول لحماية سواحل مصر وشمال إفريقية.
وارتاع الروم من تقدم العرب البحري فسيروا أسطولًا عظيمًا بلغ عدد مراكبه 600 لعلهم يقضون به على القوة البحرية الإسلامية الناشئة التي أذهلتهم. وكان ذلك بقيادة الملك قسطنطين نفسه على ما رواه الطبري.
وقد قابلت أساطيل المسلمين هذه الحملة البحرية بحماسة وشجاعة واشتبكت معها في معركة "ذات الصواري" تم النصر فيها للمسلمين بعدما غطت القتلى من الطرفين سطح البحر، واحمرت مياهه بدمائهم.
وفي عهد الخليفة عثمان تم فتح أرمنية وأذربيجان كما تم فتح بقية بلاد فارس.
وقد عم الرخاء في عهد عثمان بسبب هذه الفتوحات، وكثر المال والرقيق بصورة لم يعرف لها مثيل من قبل.
وقد رثى أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه كثير من الشعراء نذكر منهم ليلى الأخيلية في بعض أبيات لها قالت:
أبعد عثمان ترجو الخير أمته ... قد كان أفضل من يمشي على ساقِ
خليفة الله أعطاهم وخولهم ... ما كن من ذهب حلو وأوراق."م".
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 117