اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 113
علو عثمان على منبر رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
14- وأما قولهم إنه ضرب بالعصا، فما سمعته ممن أطاع أو عصى، وإنما هو باطل يحك، وزر ينثى[125]، فيالله وللنهي.
15- وأما علوه على درجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فما سمعته ممن فيه تقية. وإنما هي إشاعة منكر؛ ليروي ويذكر، فيتغير قلب من يتغير. قال علماؤنا: ولو صح ذلك فما في هذا ما يحل دمه، ولا يخلو أن يكون ذلك حقًّا، فلم تنكره الصحابة عليه إذ رأيت جوازه ابتداء أو لسبب اقتضى ذلك. وإن كان لم يكن فقد انقطع الكلام [128].
16- وأما انهزامه يوم حنينن وفراره يوم أحد، ومغيبه عن بدر وبيعة
= وجعل ولده كبعض من يعطي، فبدأ ببني أبي العاص فأعطى آل الحكم رجالهم عشرة آلاف فأخذوا مائة ألف، وأعطى بني عثمان مثل ذلك، وقسم في بني العاص وبني العيص وفي بني حرب". بل تمادى شيخ الإسلام ابن تيمية مع أوسع الاحتمالات فذكر في منهاج السنة: "3: 178-188" أن سهم ذوي القربى ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لقرابة الإمام كما قاله الحسن وأبو ثور، وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يعطي أقاربه بحكم الولاية ... وقيل هو لمن ولي الأمر بعده.. قال: وبالجملة فعامة من تولى الأمر بعد عمر كان يخص بعض أقاربه إما بولاية أو بمال. ثم قال في: 237: 3: "أن ما فعله عثمان في المال له ثلاثة مآخذ: أحدهما أنه عامل عليه، والعامل يستحق مع الغنى. الثاني أن ذوي القربى هم ذوو قربى الإمام. الثالث أنهم "أي ذوو عثمان وقرابته" كانوا قبيلة كثيرة ليسوا مثل قبيلة أبي بكر وعمر، فكان يحتاج إلى إعطائهم وولايتهم أكثر من حاجة أبي بكر وعمر إلى تولية أقاربهما وإعطائهم. وهذا مما نقل عن عثمان الاحتجاج به". "خ". [125] نثى الخبر والحديث: أذاعه وأظهره. والنثا مثل الثناء، إلا أنه في الخير والشر، والثناء في الخير خاصة. "م". [128] كان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضيق المساحة في عصر النبوة وخلافة أبي بكر، وكان من مناقب عثمان في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما زاد الصحابة أن اشترى من ماله مساحة من الأرض وسع بها المسجد النبوي، ثم وضعه أمير المؤمنين عمر فأدخل فيه دار العباس بن عبد المطلب، ثم ازداد عدد المصلين بازدياد عدد سكان المدينة وقاصديها، فوسعه أمير المؤمنين عثمان مرة أخرى، وجعل طوله ستين ومائة ذراع وعرضه خمسين ومائة ذراع، وجدد بناءه، فاتساع المسجد وازياد غاشيته وبعد أمكنة بعضهم عن منبر الخطابة يجوز أن يكون من ضرورات ارتفاع الخطيب ليراهم ويروه ويسمعوه. "خ".
اسم الکتاب : العواصم من القواصم - ط دار الجيل المؤلف : ابن العربي الجزء : 1 صفحة : 113