اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 241
بما هو أهله ثم ذكر الدجال فقال إني لأنذركموه وما من نبي إلا وقد أنذره قومه ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه إنه أعور، وإن الله ليس بأعور"[1].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا أخبركم عن الدجال حديثاً ما حدثه نبي قومه إنه أعورر، وإنه يجيء معه مثل الجنة والنار، فالتي يقول إنها الجنة هي النار وإني أنذركم به كما أنذر به نوح قومه"[2].
والأحاديث في ذلك كثيرة؛ ولهذا فقد اهتم علماء المسلمين بالتحذير من فتنة الدجال حتى قال بعض السلف إن الحديث الذي فيه ذكر الدجال ينبغي أن يدفع إلى معلم الصبيان ليحذرهم في صغرهم من فتنته، قال ابن ماجه في سننه بعد إيراده حديث أبي أمامة الباهلي الطويل في ذكر الدجال ـ سمعت أبا الحسن الطنافسي يقول سمعت عبد الرحمن المحاربي يقول "ينبغي أن يدفع هذا الحديث إلى المؤدب حتى يعلمه الصبيان في الكتاب"[3].
وقد وقفت على كلام الشيخ ابن سعدي في التحذير من هذه الفتنة حيث إن أحد طلبة العلم سأله أن يذكر له وصية نافعة في التحذير من الفتن، ولا سيما فتنة الدجال.
فتحدث رحمه الله عن الفتن وكثرتها في هذه الأزمان، ثم تعرض لفتنة المسيح الدجال وأنها من أعظم الفتن وأشدها، لما يحصل عند خروجه من بلاء وأذية للمسلمين، ونبه على أهمية الاستعاذة من فتنته، وأنه ينبغي للإنسان أن لا يغتر بمعرفته لبعض أوصاف الدجال بأن ذلك يمنعه من اتباعه والافتتان به، بل ينبغي للمسلم أن يكثر من الاستعاذة من الفتن عموماً ومن فتنة المسيح الدجال على وجه الخصوص.
قال رحمه الله: "....إن كفره وكفر أتباعه أظهر كل شيء، ومع ذلك معه من أسباب الفتن ما أوجب أن يحذر النبي صلى الله عليه وسلم منه أمته وينذرهم إياه، ويأمرهم بالاستعاذة من فتنته في كل صلاة وخصها بعد التعميم فعمم بقوله من فتنة المحيا والممات الشاملة لكل الفتن وخصص فتنة الدجال لعظمها وشدة ضررها.
فهو مع عظم فتنته وقوة شبهته قد كشف الله حاله للمؤمنين فبين عينيه مكتوب "ك ف ر" يعرف ذلك منه"[4]. [1] أخرجه البخاري 8/102. [2] أخرجه مسلم 4/2250. [3] ابن ماجه 2/1363. [4] رسالة بعثها الشيخ ابن سعدي للشيخ عبد الله البصيري أجابه فيها عن بعض الأسئلة مؤرخة بسنة 1371هـ.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 241