اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 202
إضافة إلى هذا فهو يتعارض مع نصوص كثيرة تفيد أن النبي مأمور بالإبلاغ منها قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ} [1]، وقوله: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ... } [2].
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "عرضت علي الأمم فرأيت النبي ومعه الرهيط والنبي ومعه الرجل أو الرجلان والنبي ليس معه أحد....." [3]. وهؤلاء إنما حصل لهم اتباع بسبب إبلاغهم وحي الله إلى الناس.
إلى غير ذلك من النصوص الدالة على أن النبي مأمور بالإبلاغ.
وهذا التعريف هو الشائع عند العلماء[4]. وعليه يكون بين الرسول والنبي عموم وخصوص مطلق. فالنبوة داخلة في الرسالة، والرسالة أعم من جهة نفسها وأخص من جهة أهلها فكل رسول نبي وليس كل نبي رسولاً، فالأنبياء أعم والنبوة نفسها جزء من الرسالة، فالرسالة تتناول النبوة وغيرها بخلاف النبوة فإنها لا تتناول الرسالة[5].
وقيل: الرسول من أوحي إليه بشرع جديد، والنبي هو المبعوث لتقرير شرع من قبله[6].
وهذا أيضاً يرد عليه اعتراض، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم مكث أعواما بعد النبوة لم يؤمر فيها بالتبليغ، حتى نزلت عليه سورة المدثر. وأصبح رسولاً فأخذ يبلغ[7].
ومن خلال تتبعي لمؤلفات السعدي، لم أره تعرض لهذه المسألة إلا في موضع واحد، مال فيه إلى القول الأول.
فقال عند تفسيره لقوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصاً وَكَانَ رَسُولاً نَبِيّاً} [8].
"....فالرسالة تقتضي تبليغ كلام المرسل، وتبليغ جميع ما جاء به من الشرع [1] سورة الأعراف/ الآية 94. [2] سورة الحج/ الآية 52. [3] أخرجه البخاري 7/199، ومسلم 1/199، عن ابن عباس، واللفظ لمسلم. [4] لوامع الأنوار البهية 1/49، وشرح العقيدة الطحاوية /107، ومعارج القبول للحكمي 2/97. [5] الإيمان لابن تيمية /6، 7. [6] تفسير الألوسي 17/157، والكشاف للزمخشري 2/414. [7] تفسير القرآن العظيم 4/440. [8] سورة مريم/ الآية 51.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 202