اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 201
ثم أشار إلى أهمية الإيمان بهم وأن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان بهم فقال: " ... فلا يتم الإيمان إلا بذلك، وكل من كان أعظم علماً بذلك وتصديقاً واعترافاً وعملاً، كان أكمل إيماناً"[1].
وبين أن الإيمان بالأنبياء على هذه الصفة يُعدُ من الإيمان بالغيب فقال: "ومن الإيمان بالغيب الإيمان بجميع رسل الله الذين أرسلهم الله على وجه الإجمال والتفصيل لأشخاصهم ولدعواتهم وشرعهم.... إلى أن قال: فتمام الإيمان بالغيب أن يؤمن العبد بجميع رسل الله، ويعرف من صفاتهم ومن دعوتهم ما يحقق به هذا الأمر"[2].
كلامه في الفرق بين النبوة والرسالة:
النبي لغة: مشتق من النبأ وهو الخبر، وقيل النبوة مشتقة من النبوة وهي ما ارتفع من الأرض[3].
والرسول لغة: مشتق من رسل التي تدل على الانبعاث والامتداد فيقال أرسلت فلاناً في رسالة أي بعثته فهو مرسل ورسول ويجمع على رُسُل ورسْل[4].
وهذا من حيث اللغة، أما تعريف النبي وتعريف الرسول من حيث الاصطلاح فللعلماء فيها أقوال عديدة:
فقيل: النبي من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه[5].
وهذا التعريف عليه مآخذ إذ فيه إشارة إلى أن النبي غير مأمور بالإبلاغ، وهذا فيه كتمان للعلم.
والله يقول: {وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ} [6]. [1] الفتاوى السعدية /15. [2] المواهب الربانية /65. [3] انظر الصحاح للجوهري 1/74، ومعجم مقايس اللغة لابن فارس 5/385، وبصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي 5/14. [4] الصحاح للجوهري 4/1708، ومعجم مقاييس اللغة لابن فارس 2/392، وبصائر ذوي التمييز للفيروز آبادي 2/98. [5] لوامع الأنوار البهية 1/49، وشرح العقيدة الطحاوية /107. [6] سورة آل عمران/ الآية 187.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 201