اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 178
وهذا المعنى تمثل به أحد الشعراء بقوله:
عرفت الشر لا للشر ولكن لتوقيه
ومن لم يعرف الشر من الناس يقع فيه
ومن هنا يتلخص لنا أن في معرفة الشرك وما يتعلق به فوائد عديدة:
أحدها: إن الإنسان يمكنه بمعرفة الشرك أن يحذر من الوقوع فيه.
الثاني: أنه يمكنه بذلك أن يحذر غيره.
الثالث: أنه يظهر له بذلك حسن الإسلام والتوحيد، وذلك أنه إذا عرف الشرك وظهر له بطلانه، عرف أن ضده وهو التوحيد أفضل الأعمال، بضدها تتميز الأشياء.
إلى غير ذلك من الفوائد.
ولهذه الأسباب وغيرها فقد ظهر اهتمام الشيخ ابن سعدي ببيان الشرك وأقسامه وأسبابه وخطره وجميع ما يتعلق به، وبين أن توحيد العبادة المتقدم بيانه لا يتم ولا يقبل من صاحبه إلا بترك الشرك والبعد عنه. قال: "ولا يتم توحيد العبادة حتى يخلص العبد لله في جميع إرادته وأقواله وأفعاله، وحتى يدع الشرك الأكبر المنافي للتوحيد كل المنافاة، وهو أن يصرف نوعاً من أنواع العبادة لغير الله تعالى، وتحقيق هذا التوحيد وتمامه أن يدع الشرك الأصغر وهو: كل وسيلة يتوسل بها إلى الشرك الأكبر كالحلف بغير الله، ويسير الرياء ونحو ذلك"[1].
ولهذا فإني سأذكر فيما يلي تعريفه للشرك وبيانه لأقسامه وأسبابه وذمه له وبيانه لبطلانه إلى غير ذلك من الأمور التي تتعلق بهذا الجانب.
تعريفه للشرك وبيانه لأقسامه:
قال رحمه الله في تعريف الشرك: "وحقيقة الشرك بالله: أن يُعبد المخلوق كما يعبد الله أو يُعظم كما يعظم الله أو يُصرف له نوع من خصائص الربوبية والألوهية"[2].
وقسم الشرك إلى نوعين: شرك في الربوبية، وشرك في الألوهية فقال: "الشرك نوعان: شرك في ربوبيته تعالى كشرك الثانوية الذين يثبتون خالقاً مع الله وشرك في ألوهيته كشرك المشركين الذين يعبدون الله ويعبدون غيره ويشركون بينه، وبين المخلوقين، ويسوونهم مع الله في شيء من خصائص ألوهيته"[3]. [1] الفتاوى السعدية /13. [2] التفسير 2/499. [3] الخلاصة /203 وانظر الرياض الناضرة /256، وسؤال وجواب /11.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 178