اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 177
والمركبة من ذلك كالصلاة ونحوها...."[1].
وبين أن التوسل ثلاثة أقسام فقال: "التوسل يطلق على التوسل إلى الله بما جعله وسيلة إليه في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} [2].
وذلك يشمل التقرب إلى الله بالواجبات والمستحبات، وكذلك التقرب إليه بترك المكروهات.
فهذا توسل إليه بعبادته التي خلق لأجلها، ومن هذا التوسل إليه في دعاء المسألة بأسمائه وصفاته، والتوسل إليه بمنته ونعمه كالتوسل إليه بالإيمان به وبرسله وكتبه أو دفع نقمه، وبالإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم ومحبته واتباعه بالصلاة والسلام عليه، فهذه الوسيلة لا يتم الإيمان إلا بها.
النوع الثاني: التوسل إلى الله بذوات المخلوقين، وجاههم فهذا الصواب أنه لا يحل؛ لأنه لا يتقرب إلى الله إلا بما شرع، وهذا ليس بمشروع، وأيضاً فذوات المخلوقين وإن كان لهم عند الله مقام وجاه، فهذا ليس لغيرهم وليس التوسل بهم سببا لشفاعتهم للمتوسل عند الله ولم يجعله الله من الأمور المقربة إليه، وليس ذلك إلا توسلا بما منّ الله على المتوسل فتعين أنه لا يجوز.
النوع الثالث: ما يسميه المشركون توسلاً وهو التقرب إلى المخلوقين بالدعاء والخوف والرجاء والطمع ونحو ذلك فهذا توسل الشيطان وهو الشرك الأكبر الذي لا يغفر لصاحبه إن لم يتب"[3].
كلامه عن الشرك:
تمهيد: إن معرفة الشرك وخطره وأسبابه وأدلة بطلانه وأنواعه من أهم الأمور، وذلك أنه لا يمكن للإنسان أن يحذر منه ويحذر غيره إلا إذا عرفه وعرف خطره.
أخرج البخاري ومسلم وغيرهما عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أنه قال: "كان الصحابة يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني"[4]. [1] التفسير 2/285. [2] سورة المائدة/ الآية 35. [3] الفتاوى السعدية /31، 32، وانظر التفسير 1/363، والمواهب الربانية /31، 32، 33. [4] البخاري 8/93، ومسلم 3/1475، وأخرجه الإمام أحمد 5/403، وأبو داود 4/95.
اسم الکتاب : الشيخ عبد الرحمن بن سعدي وجهوده في تو ضيح العقيدة المؤلف : عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر الجزء : 1 صفحة : 177