responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروح المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 8
بأعمال الصَّالِحين فَلَمَّا كَانَت هَذِه الْمَرْأَة استحييت لذَلِك حَيَاء شَدِيدا فَلَا تخزنى فِيمَن حولى من الاموات قَالَ فَكنت أسمعهُ بعد ذَلِك يَقُول فِي دُعَائِهِ فِي السحر وَكَانَ جارا لي بِالْكُوفَةِ أَسأَلك إنابة لَا رَجْعَة فِيهَا وَلَا حور يَا مصلح الصَّالِحين وَيَا هادى المضلين وَيَا أرْحم الرَّاحِمِينَ
وَهَذَا بَاب فِي آثَار كَثِيرَة عَن الصَّحَابَة وَكَانَ بعض الْأَنْصَار من أقَارِب عبد الله بن رَوَاحَة يَقُول اللَّهُمَّ إنى أعوذ بك من عمل أخزى بِهِ عِنْد عبد الله بن رَوَاحَة كَانَ يَقُول ذَلِك بعد أَن اسْتشْهد عبد الله
وَيَكْفِي فِي هَذَا تَسْمِيَة الْمُسلم عَلَيْهِم زَائِرًا وَلَوْلَا أَنهم يَشْعُرُونَ بِهِ لما صَحَّ تَسْمِيَته زَائِرًا فَإِن المزور إِن لم يعلم بزيارة من زَارَهُ لم يَصح أَن يُقَال زَارَهُ هَذَا هُوَ الْمَعْقُول من الزِّيَارَة عِنْد جَمِيع الْأُمَم وَكَذَلِكَ السَّلَام عَلَيْهِم أَيْضا فَإِن السَّلَام على من لَا يشْعر وَلَا يعلم بِالْمُسلمِ محَال وَقد علم النَّبِي أمته إِذا زاروا الْقُبُور أَن يَقُولُوا سَلام عَلَيْكُم أهل الديار من الْمُؤمنِينَ وَالْمُسْلِمين وَإِنَّا إِن شَاءَ الله بكم لاحقون يرحم الله الْمُسْتَقْدِمِينَ منا ومنكم والمستأخرين نسْأَل الله لنا وَلكم الْعَافِيَة
وَهَذَا السَّلَام وَالْخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب وَيعْقل ويردو إِن لم يسمع الْمُسلم الرَّد وَإِذا صلى الرجل قَرِيبا مِنْهُم شاهدوه وَعَلمُوا صلَاته وغبطوه على ذَلِك
قَالَ يزِيد بن هَارُون أخبرنَا سُلَيْمَان التيمى عَن أَبى عُثْمَان النهدى أَن ابْن سَاس خرج فِي جَنَازَة فِي يَوْم وَعَلِيهِ ثِيَاب خفاف فَانْتهى إِلَى قبر قَالَ فَصليت رَكْعَتَيْنِ ثمَّ اتكأت عَلَيْهِ فوَاللَّه إِن قلبى ليقظان إِذْ سَمِعت صَوتا من الْقَبْر إِلَيْك عَنى لَا تؤذنى فَإِنَّكُم قوم تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَنحن قوم نعلم وَلَا نعمل وَلِأَن يكون لى مثل ركعتيك أحب إِلَى من كَذَا وَكَذَا فَهَذَا قد علم باتكاء الرجل على الْقَبْر وبصلاته
وَقَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى الْحُسَيْن بن على العجلى حَدثنَا مُحَمَّد بن الصَّلْت حَدثنَا اسماعيل ابْن عَيَّاش عَن ثَابت بن سليم حَدثنَا أَبُو قلَابَة قَالَ أَقبلت من الشَّام إِلَى الْبَصْرَة فَنزلت منزلا فتطهرت وَصليت رَكْعَتَيْنِ بلَيْل ثمَّ وضعت رأسى على قبر فَنمت ثمَّ انْتَبَهت فَإِذا صَاحب الْقَبْر يشتكينى يَقُول قد آذيتني مُنْذُ اللَّيْلَة ثمَّ قَالَ إِنَّكُم تَعْمَلُونَ وَلَا تعلمُونَ وَنحن نعلم وَلَا نقدر على الْعَمَل ثمَّ قَالَ الركعتان اللَّتَان ركعتهما خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ثمَّ قَالَ جزى الله أهل الدُّنْيَا خيرا أقرئهم منا السَّلَام فَإِنَّهُ يدْخل علينا من دُعَائِهِمْ نور أَمْثَال الْجبَال

اسم الکتاب : الروح المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست