responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الروح المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 157
وروى الْحَاكِم أَيْضا من طَرِيق هِشَام بن سعد عَن زيد أسلم عَن أَبى صَالح عَن أَبى هُرَيْرَة مَرْفُوعا لما خلق الله آدم مسح ظَهره فَسقط من ظَهره كل نمسة هُوَ خَالِقهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة أَمْثَال الذَّر ثمَّ جعل بَين عَيْني كل إِنْسَان مِنْهُم وبيصا من نور ثمَّ عرضهمْ على آدم فَقَالَ من هَؤُلَاءِ يَا رب قَالَ هَؤُلَاءِ ذريتك فرأي رجلا مِنْهُم أعجبه وبيص مَا بَين عَيْنَيْهِ فَقَالَ يَا رب من هَذَا فَقَالَ هَذَا ابْنك دَاوُد يكون فِي آخر الْأُمَم قَالَ كم جعلت لَهُ من الْعُمر قَالَ سِتِّينَ سنة قَالَ يَا رب زده عمري أَرْبَعِينَ سنة فَقَالَ الله تَعَالَى إِذا يكْتب وَيخْتم فَلَا يُبدل فَلَمَّا انْقَضى عمر آدم جَاءَ ملك الْمَوْت قَالَ أَو لم يبْق من عمرى أَرْبَعُونَ سنة فَقَالَ أَو لم تجعلها لأبنك دَاوُد قَالَ قَالَ فَجحد فَجحدت ذُريَّته ونسى فنسيت ذُريَّته وخطىء فخطئت ذُريَّته قَالَ هَذَا على شَرط مُسلم وَرَوَاهُ الترمذى وَقَالَ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح وَرَوَاهُ الإِمَام أَحْمد من حَدِيث ابْن عَبَّاس قَالَ لما نزلت آيَة الدّين قَالَ رَسُول الله ان أول من جحد آدم وَزَاد مُحَمَّد بن سعد ثمَّ أكمل الله لآدَم ألف سنة ولداود مائَة سنة
وَفِي صَحِيح الْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث أَبى جَعْفَر الرَّازِيّ حَدثنَا الرّبيع بن أنس عَن أَبى الْعَالِيَة عَن أَبى بن كَعْب فِي قَوْله تَعَالَى {وَإِذ أَخذ رَبك من بني آدم من ظُهُورهمْ ذُرِّيتهمْ} الْآيَة قَالَ جمعهم لَهُ يَوْمئِذٍ جَمِيعًا مَا هُوَ كَائِن إِلَى يَوْم الْقِيَامَة فجعلهم أرواحا ثمَّ صورهم واستنطقهم فتكلموا وَأخذ عَلَيْهِم الْعَهْد والميثاق {وأشهدهم على أنفسهم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى شَهِدنَا أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غافلين} قَالَ فَإِنِّي أشهد عَلَيْكُم السَّمَوَات السَّبع وَالْأَرضين السَّبع وَأشْهد عَلَيْكُم أَبَاكُم آدم {أَن تَقولُوا يَوْم الْقِيَامَة إِنَّا كُنَّا عَن هَذَا غافلين} فَلَا تُشْرِكُوا بِي شَيْئا فَإِنِّي أرسل إِلَيْكُم رُسُلِي يذكرونكم عهدي وميثاقي وَأنزل عَلَيْكُم كتبي فَقَالُوا نشْهد أَنَّك رَبنَا وإلهنا لَا رب لنا غَيْرك وَرفع لَهُم أبوهم آدم فرأي فيهم الْغنى وَالْفَقِير وَحسن الصُّورَة وَغير ذَلِك فَقَالَ رب لَو سويت بَين عِبَادك فَقَالَ إِنِّي أحب أَن أشكر ورأي فيهم الْأَنْبِيَاء مثل السرج وخصوا بميثاق آخر بالرسالة والنبوة فَذَلِك قَوْله وَإِذا خذنا من النَّبِيين ميثاقهم ومنك وَمن نوح وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {فأقم وَجهك للدّين حَنِيفا فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله} وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {هَذَا نَذِير من النّذر الأولى} وَقَوله تَعَالَى {وَمَا وجدنَا لأكثرهم من عهد وَإِن وجدنَا أَكْثَرهم لفاسقين} وَكَانَ روح عِيسَى من تِلْكَ الْأَرْوَاح الَّتِي أَخذ عَلَيْهَا الْمِيثَاق فَأرْسل ذَلِك الرّوح إِلَى مَرْيَم حِين انتبذت من أَهلهَا مَكَانا شرقيا فَدخل من فِيهَا وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح

اسم الکتاب : الروح المؤلف : ابن القيم    الجزء : 1  صفحة : 157
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست