اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 142
بيان ما أنكرت الجهمية أن يكون الله على العرش
فقلنا: لِمَ أنكرتم أن يكون الله على العرش، وقد قال تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه: 5] وقال: {خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد: 4] .
= لا ينفون عنه الصفات، ولا يمثلونها بصفات المخلوقين.
وقال رحمه الله في بيان تلبيس الجهمية "464/1":
فهذا القول الذي ذكره الإمام أحمد عنهم أنهم قالوا: لا تكونون موحدين أبدًا حتى تقولوا قد كان الله ولا شيء. هو كلام مجمل ولكن مقصودهم أنه لم يكن موجودًا بشيء يقال: إنه من صفاته، فإن ثبوت الصفات يستلزم عندهم التركيب والتجزئة: إما تركيب المقدار كالتركيب الذي يزعمونه في تأليف الجسم من أجزائه، وإما التركيب الذي يزعمونه في الحدود وهو التركيب من الصفات، كما يقولون: النوع مركب من الجنس والفصل، ويستلزم أيضًا التشبيه والتوحيد عندهم، ففي التشبيه والتجسيم، ويقولون إن الأول يعنون به عدم النظير والثاني يعنون به أنه لا ينقسم.
وهم يفسرون الواحد والتوحيد بما ليس هو معنى الواحد والتوحيد في كتاب الله وسنة رسوله، وليس هو التوحيد الذي أنزل الله به كتبه وأرسل به رسله، وهذا أصل عظيم تجب معرفته.
وقال أيضًا -رحمه الله- في منهاج السنة النبوية "485/2، 486":
وهذا الذي ذكره الإمام أحمد يتضمن أسرار هذه المسائل، وبيان الفرق بين ما جاءت به الرسل من الإثبات الموافق لصريح العقل، وبين ما تقوله الجهمية وبين أن صفاته داخلة في مسمى أسمائه.
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل الجزء : 1 صفحة : 142