responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل    الجزء : 1  صفحة : 141
هو جاهل. ولكن نقول: لم يزل الله عالِمًا قادرًا، لا متى ولا كيف[1]. وقد سمى الله رجلاً كافرًا اسمه الوليد بن المغيرة المخزومي فقال: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} وقد كان هذا الذي سماه الله وحيدًا له عينان وأذنان ولسان وشفتان ويدان ورجلان، وجوارح كثيرة. قد سَمَّاه الله وحيدًا بجميع صفاته. فكذلك الله، وله المثل الأعلى، هو بجميع صفاته إله واحد.

1ذكره ابن تيمية في تفسير سورة الإخلاص "ص: 317، 318".
2 إلى هنا انتهى نقل ابن تيمية في منهاج السنة النبوية "484/2، 485" وفي درء تعارض العقل والنقل "408/2" وفي بيان تلبيس الجهمية "463/1، 464".
قال ابن تيمية -رحمه الله- في درء التعارض "408/2، 409":
قلت: فلا يوجد في كلام الله ورسوله واللغة اسم الواحد على ما لا صفة له، فإن ما لا صفة له لا وجود له في الوجود.
وما ذكره أحمد عن الجهمية أنهم يتأولون كلام الله لموسى بأنه خلق من عبر عنه، تأوله جماعة من أتباعه في هذا، أو في قوله تعالى كل ليلة: "من يدعوني فأستجيب له" ولو كان كذلك لكان الملك يقول: إن الله رب العالمين كما في الصحيحين: "إن الله إذا أحب عبدًا نادى جبريل: إني أحب فلانًا فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء" الحديث.
ثم قال رحمه الله:
أخبر الله تعالى في كتابه بإثبات مفصل ونفي مجمل. والمعطلة الجهمية متكلمهم ومتفلسفهم أخبروا بإثبات مجمل ونفي مفصل، فأخبر في كتابه بأنه: حي قيوم عليم قدير سميع بصير عزيز حكيم، ونحو ذلك: يرضى ويغضب ويحب ويسخط وخلق واستوى على العرش ونحو ذلك. وقال في النفي: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: 11] {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 4] {هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا} [مريم: 65] ، فلهذا مذهب السلف والأئمة: إثبات صفاته بلا تمثيل، =
اسم الکتاب : الرد على الجهمية والزنادقة المؤلف : أحمد بن حنبل    الجزء : 1  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست