responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 296
صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ورأى ربه سجد له وحمده بمحامد يفتحها عليه ولا يبتدىء بسؤال الشفاعة حتى يقال له أي محمد ارفع رأسك وقل يسمع وسل تعط واشفع تشفع.
والموفق إذا حقق قيام الله تبارك وتعالى على جميع الأشياء وتصرفه ني جميع الكائنات وتدبيره أمور كل المخلوقات أغناه ذلك عن التعلق على سواه فأخلص له توكله ورجاءه ودعاءه والتجاءه بقصوره ذلك على سيده ومولاه فيما أسره وأبداه من جلب خير ينفعه، أو كشف ضر يضره، وهو القائم على كل نفس بما كسبت فأمره نافذ فيها، وقضاؤه وقدره حاكم عليها، وأزمة الأمور كلها في يده ومرجعها إليه ومدعى الإيمان بذلك لازمة الشهادة في قوله وعقيدته بأن المعطي والمانع والضار والنافع والخافض والرافع والمعز والمذل هو الله وحده، وأن الأمر كله له والشفاعة كلها له والدين هو له وحده، مختص بجلاله فلا يتأله بدعاء ما لا يقدر عليه إلاَّ الله غيره، ولا يرجو إلاَّ هو ولا يتوكل إلاَّ عليه، ولا يعتقد أن جالب الخير أو كاشف الضر إلاَّ الله وحده، فإن أسدى إليه أحد من الخلق معروفاً لقدرتهم عليه كان نظره أولاً إلى الخالق فيشكره على ما أولاه من نعمه فإنه سبحانه المعطي للمخلوق ما أسداه وحببه إليه وقواه عليه، ثم لينظر إلى من أسدى إليه المعروف فيكافئه عليه ويثني عليه خيراً لقوله عليه السلام: "من أسدى إليكم معروفاً فكافؤه فإن لم تكافؤه فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه" وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يشكر الله من لا يشكر الناس" رواه أبو داود في سننه وأخرجه الترمذي وقال صحيح وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قال رسول الله: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء" رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أعطى عطاء فوجد شيئاً فليكافىء به فان لم يجد فيثني فمن أثنى به فقد شكره ومن كتمه فقد كفره" رواه أبو داود، وذلك لأن النعم كلها من الله سبحانه وتعالى كما قال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} وقال: {كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ} فإن الله سبحانه هو المعطي على الحقيقة فإنه الذي خلق الأرزاق كلها وقدرها وساقها إلى من يشاء من عباده وإذا حقق ذلك عاملاً به كان مستعيناً بالله متوكلاً عليه راغباً وراهباً إليه ولأن في استعانة الله وحده فائدتين.

اسم الکتاب : التوضيح عن توحيد الخلاق في جواب أهل العراق وتذكرة أولي الألباب في طريقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب المؤلف : آل الشيخ، سليمان بن عبد الله    الجزء : 1  صفحة : 296
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست